أنا انتقد آل ٍٍالمهدي إذاً أنا متحرر!!
بقلم الزبير محمد علي
بينما كنت أقرا مقالا في احدي الصحف لأحد الكتاب - وأظنه من الذين يعانون من عقدة نفسية تجاه آل المهدي- قفزت إلى ذاكرتي بعض المواقف التي أظن أن استحضارها في هذا المجال سيسعفنا في التعرف علي جذور ظاهرة العقدة النفسية تجاه الأسر التاريخية ،والتي يعانى منها بعض مثقفي بلادي ومنهم بالتأكيد بعض مثقفي حزب الأمة .
واذكر أننى لم أكن انوي أصلاً الكتابة في مثل هذه المواضيع لأننى اعلم ان مناقشتها ستجرني إلى احدي الاتهامين:
إما نعتي بكوني موظفا في البلاط الملكي
أو وصفي بصفة " حواري مستلب مسّير غير مخّير" .
في خضم هذين الاتهامين وجدت نفسي بين خيارين لا ثالث لهما : إما التصدي لهذه الظاهرة بما يمليه علي ضميري ولا ابهه بالاتهامات التي توجه إلى ، أو السكوت عن الحق وبهذا على الأقل أحفظ ماء وجهي من هذه الاتهامات.
ولكنى فضلت الخيار الأول بصرف النظر عن تبعاته ، ولو لم أفضله لحسبت نفسي أيضاً من أصحاب العقد النفسية .
ولنترك سجال الذهن الشخصي جانباً لنذكر موقفين من تلك المواقف التي ابتدرت بها المقال.
الأول: موقف احد أعضاء حزب الأمة منذ ستينيات القرن الماضي؛ وهو من الأنصار المخلصين ولكنه كان يعانى من ذات العقدة النفسية ، كان موظفا في القطاع العام ومعه زملاء في المؤسسة ينتمون إلي الحزب الشيوعي؛ ولما كان يذهب معهم إلى الندوات تكون بحوزته دائماً صحيفة الميدان ليعطي إيحاءا رمزيا للحضور بأنه تقدمي وليتجنب مقولات "طائفي" أو "رجعى" .
الثاني: موقف احد رواد الدراما السودانية ولا داعي لذكر اسمه، عند دخوله كطالب إلى جامعة الخرطوم . كان مشبعا بالأنصارية حتى النخاع وما يزال؛ ولكنه تفاجأ في الجامعة بأسئلة من تيارات اليمين واليسار عن انتمائه الفكري فقال لهم : أنصارى . فقال احدهم : أنصارى برا الجامعة لكن هنا أنت شنو اسلامى أم يساري . لم يكن صاحبنا ميالاً للإسلاميين أو اليساريين ولكن لإبعاد تهمة "الرجعية" في ذاك الوقت فضّل أن لا يفارقه صندوق السجاير ؛ وهذا بالطبع قمة التقدمية.
هكذا ترسبت في نفوس بعض مثقفي حزب الأمة تهمة "الرجعية" التي أطلقها الآخرون بإعلامهم المقروء والمسموع والمرئي .
وتكمن قمة الرجعية في فهم هؤلاء وجود "آل المهدي" داخل الحزب وحتى لا اتهم من البعض بالكذب إليك أيها القارئ طائفة من مقولاتهم وقد استقيتها من المقالات التي كتبها بعضهم ومنها :
"الأسياد كرهونا الأنصارية وصرنا لا نفرق بين الخبيث والطيب" .
"قد مضى زمان حينما يقول فيه السادة تغلق كل العقول ويحضر الذهول وما من آلهة إلا وكتب لها الأفول".
"السادة الذين ما يزالون عبئاً على الجسد الانصارى فقد أتعبوه تطفلاً واستغلالاً؛ ولكننا الآن في مرحلة تحرير الجسد الانصارى" .
"فنحن أهل اللحم واللبن والعسل والسمن وما تحوجنا للسادة يوما ومن كانت مراحا تهم تشق المسافات الطويلة -يقصد أجداده- لترسى في الجزيرة أبا وأم درمان ؟ صدقات وهبات وزكوات" انتهى.
اننى بعد قراءتي للفقرة الأخيرة من تلك المقولات جرتني الذكريات إلى معسكرات الخدمة الوطنية التي أنشاها نظام الإنقاذ في تسعينيات القرن الماضي لدعم مشروعه الحضاري، ولغسل أدمغة الطلاب بهدف إنتاج جيل لا يرى الخير والتقدم إلا في الإنقاذ، وقد استخدمت في تلك المعسكرات أبشع العبارات في وصف الأسر التاريخية وخاصة أسرة المهدي وعلاقتها بالإقطاع.
إن غرس هذه السموم في أذهان الطلاب -وخاصة- المنحدرين من بيئة أنصارية بان" السادة هم الذين استعبدوا آباءكم وأكلوا أموالهم فان لكم الأوان أن تتحرروا من هذا الكهنوت وتخرجوا من نفق الاستعباد الضيق إلى باحة الحركة الإسلامية التي هي منكم واليكم".
إن غرسها كان له الأثر الأكبر في تشكيل عقلية الطلاب وترسيب أحقاد وضغائن نفسية في دواخلهم ؛وهذا يفسر سر العقدة النفسية التي يعاني منها بعض مثقفي حزب الأمة ، حيث أصبح طموح بعضهم أن يري حزب الأمة خاليا من آل المهدي على الأقل في المناصب العليا لان اسم المهدي أصبح يشكل "عارا" بالنسبة لهم .
بقلم الزبير محمد علي
بينما كنت أقرا مقالا في احدي الصحف لأحد الكتاب - وأظنه من الذين يعانون من عقدة نفسية تجاه آل المهدي- قفزت إلى ذاكرتي بعض المواقف التي أظن أن استحضارها في هذا المجال سيسعفنا في التعرف علي جذور ظاهرة العقدة النفسية تجاه الأسر التاريخية ،والتي يعانى منها بعض مثقفي بلادي ومنهم بالتأكيد بعض مثقفي حزب الأمة .
واذكر أننى لم أكن انوي أصلاً الكتابة في مثل هذه المواضيع لأننى اعلم ان مناقشتها ستجرني إلى احدي الاتهامين:
إما نعتي بكوني موظفا في البلاط الملكي
أو وصفي بصفة " حواري مستلب مسّير غير مخّير" .
في خضم هذين الاتهامين وجدت نفسي بين خيارين لا ثالث لهما : إما التصدي لهذه الظاهرة بما يمليه علي ضميري ولا ابهه بالاتهامات التي توجه إلى ، أو السكوت عن الحق وبهذا على الأقل أحفظ ماء وجهي من هذه الاتهامات.
ولكنى فضلت الخيار الأول بصرف النظر عن تبعاته ، ولو لم أفضله لحسبت نفسي أيضاً من أصحاب العقد النفسية .
ولنترك سجال الذهن الشخصي جانباً لنذكر موقفين من تلك المواقف التي ابتدرت بها المقال.
الأول: موقف احد أعضاء حزب الأمة منذ ستينيات القرن الماضي؛ وهو من الأنصار المخلصين ولكنه كان يعانى من ذات العقدة النفسية ، كان موظفا في القطاع العام ومعه زملاء في المؤسسة ينتمون إلي الحزب الشيوعي؛ ولما كان يذهب معهم إلى الندوات تكون بحوزته دائماً صحيفة الميدان ليعطي إيحاءا رمزيا للحضور بأنه تقدمي وليتجنب مقولات "طائفي" أو "رجعى" .
الثاني: موقف احد رواد الدراما السودانية ولا داعي لذكر اسمه، عند دخوله كطالب إلى جامعة الخرطوم . كان مشبعا بالأنصارية حتى النخاع وما يزال؛ ولكنه تفاجأ في الجامعة بأسئلة من تيارات اليمين واليسار عن انتمائه الفكري فقال لهم : أنصارى . فقال احدهم : أنصارى برا الجامعة لكن هنا أنت شنو اسلامى أم يساري . لم يكن صاحبنا ميالاً للإسلاميين أو اليساريين ولكن لإبعاد تهمة "الرجعية" في ذاك الوقت فضّل أن لا يفارقه صندوق السجاير ؛ وهذا بالطبع قمة التقدمية.
هكذا ترسبت في نفوس بعض مثقفي حزب الأمة تهمة "الرجعية" التي أطلقها الآخرون بإعلامهم المقروء والمسموع والمرئي .
وتكمن قمة الرجعية في فهم هؤلاء وجود "آل المهدي" داخل الحزب وحتى لا اتهم من البعض بالكذب إليك أيها القارئ طائفة من مقولاتهم وقد استقيتها من المقالات التي كتبها بعضهم ومنها :
"الأسياد كرهونا الأنصارية وصرنا لا نفرق بين الخبيث والطيب" .
"قد مضى زمان حينما يقول فيه السادة تغلق كل العقول ويحضر الذهول وما من آلهة إلا وكتب لها الأفول".
"السادة الذين ما يزالون عبئاً على الجسد الانصارى فقد أتعبوه تطفلاً واستغلالاً؛ ولكننا الآن في مرحلة تحرير الجسد الانصارى" .
"فنحن أهل اللحم واللبن والعسل والسمن وما تحوجنا للسادة يوما ومن كانت مراحا تهم تشق المسافات الطويلة -يقصد أجداده- لترسى في الجزيرة أبا وأم درمان ؟ صدقات وهبات وزكوات" انتهى.
اننى بعد قراءتي للفقرة الأخيرة من تلك المقولات جرتني الذكريات إلى معسكرات الخدمة الوطنية التي أنشاها نظام الإنقاذ في تسعينيات القرن الماضي لدعم مشروعه الحضاري، ولغسل أدمغة الطلاب بهدف إنتاج جيل لا يرى الخير والتقدم إلا في الإنقاذ، وقد استخدمت في تلك المعسكرات أبشع العبارات في وصف الأسر التاريخية وخاصة أسرة المهدي وعلاقتها بالإقطاع.
إن غرس هذه السموم في أذهان الطلاب -وخاصة- المنحدرين من بيئة أنصارية بان" السادة هم الذين استعبدوا آباءكم وأكلوا أموالهم فان لكم الأوان أن تتحرروا من هذا الكهنوت وتخرجوا من نفق الاستعباد الضيق إلى باحة الحركة الإسلامية التي هي منكم واليكم".
إن غرسها كان له الأثر الأكبر في تشكيل عقلية الطلاب وترسيب أحقاد وضغائن نفسية في دواخلهم ؛وهذا يفسر سر العقدة النفسية التي يعاني منها بعض مثقفي حزب الأمة ، حيث أصبح طموح بعضهم أن يري حزب الأمة خاليا من آل المهدي على الأقل في المناصب العليا لان اسم المهدي أصبح يشكل "عارا" بالنسبة لهم .
ولا أذيع سراً انه عند إنشاء صحيفة صوت الأمة تناقشت ومعي بعض المثقفين حول التقييم العام للصحيفة، وأبديت لهم دهشتي عن عدم وجود الأستاذة رباح الصادق في طاقم الصحيفة فباغتني احدهم قائلا : "كويس جدا نحنا دايرين نقلل من وجود آل المهدي داخل الحزب" هكذا أصبح اسم المهدي يشكل ترسانة نفسية لبعض مثقفي حزب الأمة.
ولم تكن الجبهة الإسلامية وحدها التي ساهمت في ترسيخ هذه المفاهيم، بل لليسار- خاصة- الحزب الشيوعي إسهاماً واضحاً في غرس هذه العقدة، وكتاب محمد إبراهيم نقد عن الرق في السودان ليس بعيدا عن هذا الجانب.
ولندع مسالة الإعلام الخارجي جانباً لننصرف إلى شئوننا الداخلية –خاصة- وان هذه العقدة تجددت وبرز نجمها بعد المؤتمر العام السابع ؛وهنا لا يفوتنا أن نطرح حزمة من الأسئلة وأولها :ما علاقة آل المهدي بنتائج المؤتمر العام السابع ؟ وهل يشكل آل المهدي عقبة في طريق الإصلاح داخل الحزب؟ وهل يوجد أصلاً تيار اصلاحى داخل حزب الأمة ؟
إن ربط نتائج المؤتمر العام السابع بال المهدي غير مبرر أخلاقيا ولا أريد أن أخوض في مسالة الزيادات ولكن هناك أسئلة مستحقة يجب طرحها على القائلين بان الزيادات التي حدثت في الهيئة المركزية هي واحدة من بنات أفكار الإمام الصادق المهدي ،وأولى هذه الأسئلة لماذا لم يتم الاعتراض على هذه الزيادات قبل الشروع في انتخابات الأمين العام ؟ أليس ترشح قادة التغيير في الكلية القومية للمكتب السياسي وحده كافياً لإضفاء صبغة شرعية على هذه الزيادات ؟ وإلا لماذا ترشح هؤلاء من هيئة مركزية مطعون في شرعيتها ؟
ثم اننى لا أدرى من أين أتى هؤلاء بمقولة آل المهدي عقبة في طريق الإصلاح ،ولو كانوا كذلك لكان دستور الحزب ينص على تخصيص نسبة من المقاعد لهم في أجهزة الحزب. وهذا لم يحدث ، بل إنهم يتنافسون على المقاعد كما يتنافس سائر أعضاء حزب الأمة ولا فضل لأحدهم على الاخرين.
أما إذا كان الإصلاح يعنى إزاحتهم من حزب الأمة فيمكن أن نوافق على أنهم يشكلون عقبة في طريق من يريد تحرير الجسد الانصارى منهم" ثارا" و"حقدا" لا "إصلاحا" و"تغييرا".
إن حديث البعض عن وجود تيار اصلاحى داخل حزب الأمة يحتاج إلى فتح حوار ونقاش حول مفهوم الإصلاح نفسه ، ذلك لان التيارات الموجودة حاليا هي عبارة عن تحالفات بين رأسماليين ومثقفين بهدف امتلاك السيطرة على مؤسسات الحزب ،كما انه وبنظرة واحدة إلى تلك التيارات نجد أن قيادتها من أصحاب النفوذ المالي وليس الفكري والسياسي وهذا يقدح في صدقية التغيير الذي تتبناه .
كما أن المؤتمر العام السابع لم يشهد تنافساً حقيقياً بين التيارات حول الإصلاح كما أشار الأستاذ عبد المطلب عطية في مقال له في صحيفة الصحافة ،حيث أن التسابق فى مناقشة الدستور واللوائح كان صفراً ، بينما تركز التنافس حول انتخابات الأمين العام وانتخابات التصعيد للمكتب السياسي ؛وهذا يفسر أن شعار الإصلاح لا أولوية له في أجندة التيارين ولكنه يستخدم كشعار للمواجهة.
خاتمة :
هناك مقولة فحواها أن "لا قداسة لأحد في السياسة" وهذه تنطبق على آل المهدي أو غيرهم ولأحد منهم فوق الدستور أو فوق النقد؛ ولكن يجب أن نضع بجانب هذه المقولة مقولة أخرى وهى أن "لا تجريم لأحد بسبب وضعه الاجتماعي" وقد قرأت قبل فترة دعوة لأحد المثقفين يدعو إلى قيام تيار فكرى وسياسي احد بنوده الرئيسية "التصدي لأخطاء أسرة المهدي" وفي تصوري كان من الافضل أن يقول التصدي "لأخطاء كافة أصحاب المسئوليات بلا استثناء" ولاداعى لذكر الأسماء وتعميم الأخطاء على أفراد لا ذنب لهم.
وبالله عليكم أحفظوا حرمات الأسر مثلما انتم حريصون على صون حرمات أسركم ولأحد يكبل حرياتكم ولكن يجب أن لا تخدشوا حريات الآخرين.
ولم تكن الجبهة الإسلامية وحدها التي ساهمت في ترسيخ هذه المفاهيم، بل لليسار- خاصة- الحزب الشيوعي إسهاماً واضحاً في غرس هذه العقدة، وكتاب محمد إبراهيم نقد عن الرق في السودان ليس بعيدا عن هذا الجانب.
ولندع مسالة الإعلام الخارجي جانباً لننصرف إلى شئوننا الداخلية –خاصة- وان هذه العقدة تجددت وبرز نجمها بعد المؤتمر العام السابع ؛وهنا لا يفوتنا أن نطرح حزمة من الأسئلة وأولها :ما علاقة آل المهدي بنتائج المؤتمر العام السابع ؟ وهل يشكل آل المهدي عقبة في طريق الإصلاح داخل الحزب؟ وهل يوجد أصلاً تيار اصلاحى داخل حزب الأمة ؟
إن ربط نتائج المؤتمر العام السابع بال المهدي غير مبرر أخلاقيا ولا أريد أن أخوض في مسالة الزيادات ولكن هناك أسئلة مستحقة يجب طرحها على القائلين بان الزيادات التي حدثت في الهيئة المركزية هي واحدة من بنات أفكار الإمام الصادق المهدي ،وأولى هذه الأسئلة لماذا لم يتم الاعتراض على هذه الزيادات قبل الشروع في انتخابات الأمين العام ؟ أليس ترشح قادة التغيير في الكلية القومية للمكتب السياسي وحده كافياً لإضفاء صبغة شرعية على هذه الزيادات ؟ وإلا لماذا ترشح هؤلاء من هيئة مركزية مطعون في شرعيتها ؟
ثم اننى لا أدرى من أين أتى هؤلاء بمقولة آل المهدي عقبة في طريق الإصلاح ،ولو كانوا كذلك لكان دستور الحزب ينص على تخصيص نسبة من المقاعد لهم في أجهزة الحزب. وهذا لم يحدث ، بل إنهم يتنافسون على المقاعد كما يتنافس سائر أعضاء حزب الأمة ولا فضل لأحدهم على الاخرين.
أما إذا كان الإصلاح يعنى إزاحتهم من حزب الأمة فيمكن أن نوافق على أنهم يشكلون عقبة في طريق من يريد تحرير الجسد الانصارى منهم" ثارا" و"حقدا" لا "إصلاحا" و"تغييرا".
إن حديث البعض عن وجود تيار اصلاحى داخل حزب الأمة يحتاج إلى فتح حوار ونقاش حول مفهوم الإصلاح نفسه ، ذلك لان التيارات الموجودة حاليا هي عبارة عن تحالفات بين رأسماليين ومثقفين بهدف امتلاك السيطرة على مؤسسات الحزب ،كما انه وبنظرة واحدة إلى تلك التيارات نجد أن قيادتها من أصحاب النفوذ المالي وليس الفكري والسياسي وهذا يقدح في صدقية التغيير الذي تتبناه .
كما أن المؤتمر العام السابع لم يشهد تنافساً حقيقياً بين التيارات حول الإصلاح كما أشار الأستاذ عبد المطلب عطية في مقال له في صحيفة الصحافة ،حيث أن التسابق فى مناقشة الدستور واللوائح كان صفراً ، بينما تركز التنافس حول انتخابات الأمين العام وانتخابات التصعيد للمكتب السياسي ؛وهذا يفسر أن شعار الإصلاح لا أولوية له في أجندة التيارين ولكنه يستخدم كشعار للمواجهة.
خاتمة :
هناك مقولة فحواها أن "لا قداسة لأحد في السياسة" وهذه تنطبق على آل المهدي أو غيرهم ولأحد منهم فوق الدستور أو فوق النقد؛ ولكن يجب أن نضع بجانب هذه المقولة مقولة أخرى وهى أن "لا تجريم لأحد بسبب وضعه الاجتماعي" وقد قرأت قبل فترة دعوة لأحد المثقفين يدعو إلى قيام تيار فكرى وسياسي احد بنوده الرئيسية "التصدي لأخطاء أسرة المهدي" وفي تصوري كان من الافضل أن يقول التصدي "لأخطاء كافة أصحاب المسئوليات بلا استثناء" ولاداعى لذكر الأسماء وتعميم الأخطاء على أفراد لا ذنب لهم.
وبالله عليكم أحفظوا حرمات الأسر مثلما انتم حريصون على صون حرمات أسركم ولأحد يكبل حرياتكم ولكن يجب أن لا تخدشوا حريات الآخرين.