بسم الله الرحمن الرحيم
نحو تعزيز لمكا نة الاخلاق فى المجتمع الإسلامى
بقلم: الزبير محمد على
الاخلاق هى شعور فطرى لدى الإنسان جبله عليه الخالق عز وجل ، هذا الشعور يحمل الانسان على حب الصفات الحميدة كالصدق والعدل والامانة والوفاء بالعهد ، كما يحمله على ذم الصفات القبيحة كالغش والظلم والخيانة والقدر. فاينما وجد الانسان لايمكن ان يستحسن الصفات الذميمة ويبغض الحميدة ، إلا إذا كان هذا الانسان يستخدم الصفات الذميمة كوسيلة فى ظنه لتسهيل الحياة، ومع ذلك فانه لايقبلها على نفسه ، فالظالم لايطيق الظلم على ذاته ، والسارق لايقبل ان يسرق ، والزانى لايرضى ان ٌيزنى بعرضه ،وهكذا تستمر المتوالية مع الصفات الذميمة .
يقول ابوالأعلى المودودى فى كتابه (نظام الحياة فى الإسلام ) (وهكذا امر المواساة والتراحم والسخاء وسعة الصدر والتسامح ، فان كل ذلك ممالم تنظر اليه الإنسانية إلابنظر التقدير والاجلال ، بخلاف الاثرة وقساوة القلب والبخل وضيق النظر فان الانسانية ماعدتها قط فى شئ مما يستحق التوقير والاكرام ، ثم مازالت تكرم الانسانية الصبر والاناة والثبات والحلم وعلو الهمة وضبط النفس ،والمؤانسة ، كم لم تزل تحتقر وتزدرى الجزع وقلة الأناة والتلون وخور العزيمة والجبن)إنتهى.
يتضح مماسبق ان هذه المعانى تنطبق على صعيد الافراد ،أما على صعيد المجتمعات فان الثناء والمدح والتوقير يكون للمجتمع الذى يتساوى فيه الجميع بلاتمييز ، ويتعاون ويتكافل فيه افراد المجتمع فيما بينهم ، فلاتقدير للمجتمع الذى تسوده روح النزاع والبغض والتفرقة والشتات والتزوير والرشاوى ،كما يظل التقديرالمجتمع المعافى من هذه الرزائل .
نحو تعزيز لمكا نة الاخلاق فى المجتمع الإسلامى
بقلم: الزبير محمد على
الاخلاق هى شعور فطرى لدى الإنسان جبله عليه الخالق عز وجل ، هذا الشعور يحمل الانسان على حب الصفات الحميدة كالصدق والعدل والامانة والوفاء بالعهد ، كما يحمله على ذم الصفات القبيحة كالغش والظلم والخيانة والقدر. فاينما وجد الانسان لايمكن ان يستحسن الصفات الذميمة ويبغض الحميدة ، إلا إذا كان هذا الانسان يستخدم الصفات الذميمة كوسيلة فى ظنه لتسهيل الحياة، ومع ذلك فانه لايقبلها على نفسه ، فالظالم لايطيق الظلم على ذاته ، والسارق لايقبل ان يسرق ، والزانى لايرضى ان ٌيزنى بعرضه ،وهكذا تستمر المتوالية مع الصفات الذميمة .
يقول ابوالأعلى المودودى فى كتابه (نظام الحياة فى الإسلام ) (وهكذا امر المواساة والتراحم والسخاء وسعة الصدر والتسامح ، فان كل ذلك ممالم تنظر اليه الإنسانية إلابنظر التقدير والاجلال ، بخلاف الاثرة وقساوة القلب والبخل وضيق النظر فان الانسانية ماعدتها قط فى شئ مما يستحق التوقير والاكرام ، ثم مازالت تكرم الانسانية الصبر والاناة والثبات والحلم وعلو الهمة وضبط النفس ،والمؤانسة ، كم لم تزل تحتقر وتزدرى الجزع وقلة الأناة والتلون وخور العزيمة والجبن)إنتهى.
يتضح مماسبق ان هذه المعانى تنطبق على صعيد الافراد ،أما على صعيد المجتمعات فان الثناء والمدح والتوقير يكون للمجتمع الذى يتساوى فيه الجميع بلاتمييز ، ويتعاون ويتكافل فيه افراد المجتمع فيما بينهم ، فلاتقدير للمجتمع الذى تسوده روح النزاع والبغض والتفرقة والشتات والتزوير والرشاوى ،كما يظل التقديرالمجتمع المعافى من هذه الرزائل .
فى هذه المساحة وباختصار نود أن نتفقد مكانة الاخلاق فى مجتمعنا الأسلامى على المستوى العملى على صعيد الافراد- والدول. ولاظن اننا بحاجة للحديث باستفاضة عن الاخلاق فى الاسلام على المستوى النظرى ، لان تعاليم الاسلام افادتنا بكل صغيرة وكبيرة فى هذا الموضوع .
فغاية الرسالة الاسلامية إكمال مكارم الاخلاق وفقاً للحديث النبوى الشريف (إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) والسيرة النبوية مليئة باشراقات العدل والرفق واللين فى المعاملة (قصة الاعرابى الذى بال فى المسجد) ، والتسامى فوق الصغائر (إذهبوا فانتم الطلقاء ) ، والإيثار (لم يبيت النبى (ص) فى بيته ديناراً ) والوفاء بالعهد (قصة الحديبية المشهورة ) .
إلاان المجتمع الإسلامى أتى عليه حين من الدهر فقد فيه هذه المعانى نسبياً فعلى صعيد الدول الحقائق تقول :
أن بلداننا هى التى تنفى المعارضين ، وتقمع المخالفين ، وتسحق المواطنين بغلاء الاسعار ، وتطبق بقسوة سياسات التحرير الاقتصادى دون أدنى حماية للشرائح الضعيفة ، مع ان مبادى الاسلام الاقتصادية تحرم ان يكون المال دولة بين الاغنياء !!!
وسلطاتنا هى التى تنشئ بيوت الأشباح والمعتقلات السرية لكل من خالفها فى الرآى مع أن تعاليم الإسلام واضحة فى إبداء الحرية لكل ناصح يرى أى خطأ فى موقف أو سياسة طالما أنها فعل بشرى فقد روى عن خير البرية (ص) قوله (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) وايضاً رحم الله سيدنا عمر فقد قال ( أخطا عمر واصابت أمراة ) فى القصة المشهورة ، وهذا سمو فى الخلق وتجرد فى نكران الذات .
ونحن بلدان التسعات الخمس المعروفة (99,999%) حيث أضحت ا ظاهرة تزوير الأنتخابات سمة ملازمة لنا من دون دول العالم مع ان النبى (ص) قال (من غشنا فليس منا ) .
حتى بعض علمائنا وفقهائنا أمل امتنا منهم من يسكت عن المذابح والإبادات والجرائم التى ترتكب أحياناً فى حق بعض المسلمين ، ويوم أن اصيب السلطان باذى، ملاؤا إذاعات الدنيا ضجيجاً منادين بحماية بيضة الإسلام !!! مع أنهم يسمعون دوى المدافع بصورة دائمة تصيب المسلمين !!!
هذه العلل الاخلاقية تتحمل الشعوب الأسلامية منها الكثير ، لأنها أحياناً ترفض الحديث عنها حتى فى المناسبات الدينية ، أو فى المنابر، والتجارب الذاتية والعامة كثيرة لاتسعها هذه المسأحة ، وصدق الدكتور القرضاوى عندما أورد فى إحدى رسائله (وقد إعتاد المسلمين فى عصور التراجع والإنحطاط والإنحراف وإلى اليوم أن يسألوا الفقه فى مسائل الحيض والنفاس والطهارة والرضاعة ولايسألونه فى الأمور الكبيرة التى تتعلق بمصير الأمة وكيانها ورسالتها ،لايسألونه عن تسلط الحكام الجبابرة المستبدين على شعوبهم المقهورة ! لأيسالونه عن الظلم الأجتماعى : ظلم الأغنياء للفقراء، والأقوياء للضعفاء وأرباب العمل للعمال ، وأصحاب النفوذ للمستضعفين ،و يوم سأل بعضهم الفقه الإسلامى فى قضية حساسة هى حكم المرتد فى شريعة الله وأجاب الفقه بصراحة على لسان فقهائه ودعاته ، قامت الدنيا ولم تقعد ))أنتهى .
فنحن بحاجة إلى منظومة أخلاقية تشمل معاملة الأفراد مع بعضهم البعض، ومعاملة الانظمة لهم، نحتاجها فى المناهج التربوية والتعليمية ، فى علاقة الأستاذ بطلابه، والأب بأبناءه ، والأخ باخوته ،و المدير بموظفيه، والحاكم بمواطنيه ، والعالم مع عامة الناس الذين ياخذون عنه العلم .
يقول الامام الغزالى فى الاحياء (على المعلم ان يشفق على المتعلمين وان يجريهم مجرى بنيه والا يدع من نصح المتعلم شيئا، ثم ينبهه ان الغرض من طلبه للعلم الثقافه والقرب من الله – دون الرياسه والمباهاة ، وأن يتهم باخلاق التلاميذ أهتمامه بعقولهم ، وأن يزجرهم بطريق التعريض ماأمكن ... إلى أن يصل إلى قوله على المدرس ان يربى فى تلميذه ملكة الإجتهاد والنظر – لامجرد التقليد والتسليم – حتى ينشأ مستقلاً لانسخة من معلمه )
فالاخلاق هى أساس بناء المجتمع القويم والناجح فى ذات الوقت ، سئل أحد المسؤلين اليابانيين ذات مرة عن التطور الصناعى والتكنولوجى والإقتصادى عموماً الذى تشهده بلاده للدرجة التى وضعت اليابان ضمن قائمة الدول الثمانية الكبار فاجاب قائلاً ( هذا التطور ثمرة لشيئين الاخلاق- والتواصل بين الأجيال) .
نحن أولى بغرس هذه الأخلاق الفاضلة والقيم الحميدة التى أمتلات بها صفحات تراثنا الأسلإمى ولم تجد سبيلها إلى المجتمع المسلم إلافى قرونه الأولى ، ولتحقيق هذا نحتاج لوقفة مع الذات لتقييم أخلاقنا على كافة المستويات (الأفراد – الدول ) حتى لانقع نسبياً فى فخ قول الشاعر:
إذا اصيب القوم فى أخلاقهم فاقم عليهم ماتماً وعويلا
على أن يكون تقيمنا للأخلاق كما يقول بعض المحدثين على أسس موضوعية أدناها المماثلة أى ان تفعل بالأخرين ماتحب أن يفعل بك،
وأوسطها اثبات المعروف ونفى المنكر ، واعلاها الإيثار الذى قال الله تعالى فيه ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) .
فغاية الرسالة الاسلامية إكمال مكارم الاخلاق وفقاً للحديث النبوى الشريف (إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) والسيرة النبوية مليئة باشراقات العدل والرفق واللين فى المعاملة (قصة الاعرابى الذى بال فى المسجد) ، والتسامى فوق الصغائر (إذهبوا فانتم الطلقاء ) ، والإيثار (لم يبيت النبى (ص) فى بيته ديناراً ) والوفاء بالعهد (قصة الحديبية المشهورة ) .
إلاان المجتمع الإسلامى أتى عليه حين من الدهر فقد فيه هذه المعانى نسبياً فعلى صعيد الدول الحقائق تقول :
أن بلداننا هى التى تنفى المعارضين ، وتقمع المخالفين ، وتسحق المواطنين بغلاء الاسعار ، وتطبق بقسوة سياسات التحرير الاقتصادى دون أدنى حماية للشرائح الضعيفة ، مع ان مبادى الاسلام الاقتصادية تحرم ان يكون المال دولة بين الاغنياء !!!
وسلطاتنا هى التى تنشئ بيوت الأشباح والمعتقلات السرية لكل من خالفها فى الرآى مع أن تعاليم الإسلام واضحة فى إبداء الحرية لكل ناصح يرى أى خطأ فى موقف أو سياسة طالما أنها فعل بشرى فقد روى عن خير البرية (ص) قوله (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) وايضاً رحم الله سيدنا عمر فقد قال ( أخطا عمر واصابت أمراة ) فى القصة المشهورة ، وهذا سمو فى الخلق وتجرد فى نكران الذات .
ونحن بلدان التسعات الخمس المعروفة (99,999%) حيث أضحت ا ظاهرة تزوير الأنتخابات سمة ملازمة لنا من دون دول العالم مع ان النبى (ص) قال (من غشنا فليس منا ) .
حتى بعض علمائنا وفقهائنا أمل امتنا منهم من يسكت عن المذابح والإبادات والجرائم التى ترتكب أحياناً فى حق بعض المسلمين ، ويوم أن اصيب السلطان باذى، ملاؤا إذاعات الدنيا ضجيجاً منادين بحماية بيضة الإسلام !!! مع أنهم يسمعون دوى المدافع بصورة دائمة تصيب المسلمين !!!
هذه العلل الاخلاقية تتحمل الشعوب الأسلامية منها الكثير ، لأنها أحياناً ترفض الحديث عنها حتى فى المناسبات الدينية ، أو فى المنابر، والتجارب الذاتية والعامة كثيرة لاتسعها هذه المسأحة ، وصدق الدكتور القرضاوى عندما أورد فى إحدى رسائله (وقد إعتاد المسلمين فى عصور التراجع والإنحطاط والإنحراف وإلى اليوم أن يسألوا الفقه فى مسائل الحيض والنفاس والطهارة والرضاعة ولايسألونه فى الأمور الكبيرة التى تتعلق بمصير الأمة وكيانها ورسالتها ،لايسألونه عن تسلط الحكام الجبابرة المستبدين على شعوبهم المقهورة ! لأيسالونه عن الظلم الأجتماعى : ظلم الأغنياء للفقراء، والأقوياء للضعفاء وأرباب العمل للعمال ، وأصحاب النفوذ للمستضعفين ،و يوم سأل بعضهم الفقه الإسلامى فى قضية حساسة هى حكم المرتد فى شريعة الله وأجاب الفقه بصراحة على لسان فقهائه ودعاته ، قامت الدنيا ولم تقعد ))أنتهى .
فنحن بحاجة إلى منظومة أخلاقية تشمل معاملة الأفراد مع بعضهم البعض، ومعاملة الانظمة لهم، نحتاجها فى المناهج التربوية والتعليمية ، فى علاقة الأستاذ بطلابه، والأب بأبناءه ، والأخ باخوته ،و المدير بموظفيه، والحاكم بمواطنيه ، والعالم مع عامة الناس الذين ياخذون عنه العلم .
يقول الامام الغزالى فى الاحياء (على المعلم ان يشفق على المتعلمين وان يجريهم مجرى بنيه والا يدع من نصح المتعلم شيئا، ثم ينبهه ان الغرض من طلبه للعلم الثقافه والقرب من الله – دون الرياسه والمباهاة ، وأن يتهم باخلاق التلاميذ أهتمامه بعقولهم ، وأن يزجرهم بطريق التعريض ماأمكن ... إلى أن يصل إلى قوله على المدرس ان يربى فى تلميذه ملكة الإجتهاد والنظر – لامجرد التقليد والتسليم – حتى ينشأ مستقلاً لانسخة من معلمه )
فالاخلاق هى أساس بناء المجتمع القويم والناجح فى ذات الوقت ، سئل أحد المسؤلين اليابانيين ذات مرة عن التطور الصناعى والتكنولوجى والإقتصادى عموماً الذى تشهده بلاده للدرجة التى وضعت اليابان ضمن قائمة الدول الثمانية الكبار فاجاب قائلاً ( هذا التطور ثمرة لشيئين الاخلاق- والتواصل بين الأجيال) .
نحن أولى بغرس هذه الأخلاق الفاضلة والقيم الحميدة التى أمتلات بها صفحات تراثنا الأسلإمى ولم تجد سبيلها إلى المجتمع المسلم إلافى قرونه الأولى ، ولتحقيق هذا نحتاج لوقفة مع الذات لتقييم أخلاقنا على كافة المستويات (الأفراد – الدول ) حتى لانقع نسبياً فى فخ قول الشاعر:
إذا اصيب القوم فى أخلاقهم فاقم عليهم ماتماً وعويلا
على أن يكون تقيمنا للأخلاق كما يقول بعض المحدثين على أسس موضوعية أدناها المماثلة أى ان تفعل بالأخرين ماتحب أن يفعل بك،
وأوسطها اثبات المعروف ونفى المنكر ، واعلاها الإيثار الذى قال الله تعالى فيه ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) .