المنتدى الفكري الأول لكتيبة القلم يوم السبت 30 مايو/ 2009م
دار هيئة شؤون الأنصار
راتب الامام المهدي ودوره في الحياة العامة والخاصة
متحدث رئيس: بروفسور عبد الله حامد
معقبون: د.عبدالله حمدنالله
مولانا عبد المحمود أبو
شيخ يوسف حسن
البرنامج: القرآن تلاوة الشيخ عبد الحكم آدم عبد الكريم
تقديم للندوة والمتحدث من رئيس الجلسة(مولانا محمد المهدي)
قراءة نموذج من الراتب:شيخ بابكر الياس.
رئيس الجلسة:مولانا محمد المهدي: الذي تحدث قائلا:
أن الروح لغز وقف الكل حيال تفسيرها ودلالاتها فهي تحتاج الى الغذاء كما الجسم، وعندما سأل الناس رسول الله (ص) رد الله عليه بأنها من أمره ولأنها كذلك فغذاؤها ذكر الله. ولذلك الفلاسفة والعلماء وقفوا كثيرا عند الروح وكتبوا فيها كتبا. حار الناس حول حقيقتها فهي من أمر الله وقد خاطب بن عربي فؤاده:
حبيبي ..........بعدكم قد خربا
...... قلب فتى قد فارقكم وابكيا وانتحبا
رحل العيس ولم أظفر بهم ألسهو كان أم لقلب قد نبا؟
لم يكن هذا ولا ذاك ولم يكن الا وله قد غلبا
وان تحدث الناس في حقيقة الروح فان في راتب الامام المهدي الغذاء الذي يجعل الجسد متصالحا مع الروح.
راتب الامام المهدي زبدة الأفكار . نقف اليوم معه ونقدم بأن محدثنا رجل ضليع في هذا المعنى وقد كتب عن الراتب سفرا عارفا متذوقا لهذا الراتب نسبقه بتقديم نموذج من قراءة الراتب يقدمه شيخ بابكر الياس وحبذا لو قرأ علينا عند استيداع الشهادة.
تقديم قراءة من الراتب.
كلمة كتيبة القلم: تقديم السيد عبد الحميد الفضل:
ترحيب بالحضور من الكتيبة في منتداها الأول. تفاكر مجموعة من أبناء وبنات الوطن للتصدي لما يواجهه التراث المهدوي وتاريخنا من مساس وليس ذلك فقط بل البناء الاجتماعي لكل أهل السودان والمحافظة على الأهداف المثلى للمجتمع السوداني للتصدي للأقلام التي بدأت في تشويه ذلك التراث الخالد وتشجيع قادة الفكر للقيام بهذا الواجب . الكتيبة حريصة على التصدي والمحافظة على المثل والتصدي لمن يشوه تاريخنا . وفي المنتدى الأول تقدم السفر الذي قامت على هداه الدعوة المهدية والوثيقة الأولى التي فاخر بها أهل السودان رصفاءهم من الأمة الاسلامية لقد استجاب لنا في ذلك بروفسور موسى عبد الله حامد الذي تصدى بصبر وعميق رؤية للبحث في راتب الامام المهدي الذي يتمتع بقرائته كل من به روح وطني .بروفسور موسى عبد الله حامد أحد من أبناء الدوحة المهدية المتميزة استشهد جده في موقعة الشلالي29/ مايو/ 1882م. حدث له أثره،ساهم بقلمه في اثراء المكتبة السودانية: صدى السنين،ذكريات الأميرية، خور طقت(3 أجزاء)، أيام الجامعة، تبصرة وذكرى، ترجمة لعدد من الكتب،وختم ذلك بسفره استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية ونسأل الله أن يمد في عمره ليثري المكتبة.
بروفسور موسى
الشكر لعبد الحميد، توجد ضرورة خاصة بالنسبة للشباب من أولاد الأنصار والأسرة للاهتمام بثقافة المهدية وراتب الامام المهدي وكافة العبادات التي سنها المهدي سيرا على خطى الرسول (ص) .
أستغرب ما أجد هى في السودان من تجاهل لأمر الامام المهدي وأشرككم في تجربة مرت بي فقد صليت في مسجد هنا في السودان أخذ أمامه في تسمية أربعة أشخاص ختموا القرآن في ركعة ولم يذكر المهدي من بينهم! وهذا شيء ذكره حتى من هجاه بقصيدة!
لذلك هذا التراث يحتاج لكثير من كتابة وضرورة دراسة التاريخ. أذكر في أبا ونحن صغار شخص اسمه علي السنوسي دائم الترديد لمدحة تشكل أعلى نوع من النقد الذاتي عصايتها تقول:عيبي أنا الرقد ما عبد مولاي نشقلب جاي وجاي
وهذا عن قيام الليل المذكور في الراتب مما يحتم على شباب الأنصار الاهتمام بهذا لتثبيت الحقائق التاريخية وليس فقط الرد على المهاجمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل "الذين جاهدوا..." والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى نحيكم ونسأل الله أن يبارك لكم في هذه الأمسية الطيبة وشكري لمن تكرموا بالحضور ، وهذا الكتاب: سياحة أرجو أن تجد القبول والتسمية ليست بزعم التبصرة والذكرى من قبلي بل مسنودة للراتب بما يشتمل عليه من باب للتبرك.
في الباب الأول: بيان للراتب(تاريخ صدوره، طباعته، منع الاستعمار للراتب ،سعي الامام عبد الرحمن لرفع المنع وهو ما تم على اثر فتوى الشيخ المراغي، تعديد لما ورد عن الراتب : الأحيمر ،القاضي حسين الزهرا الذي عدد وظائف العبادة وشرح نص الراتب لتبيين الغايات والفضائل.
ومليحة شهدت لها ضراتها والفضل ما شهدت به الأعداء
العبادي الذي رافق الامام المهدي لطلب العلم وبايعه وعدد مناقبه الباهرة وقال:
وما علي اذا ما قلت معتقدي دع الجهول يظن الحق عدوانا
والله والله والله العظيم ومن أقامه حجة للدين برهانا
ما قلته فهو بعض من فضائله ما زدت الا لعلي زدت نفصانا
الكردفاني: صاحب سعادة المستهدي والطراز المنقوش وقال بثه الذي عم المشرقين والموصل لمن اهتدى بصاحبه..).
الباب الثاني:
واحات من ظلالها أدب الدعاء في الراتب ،وظيفة الراتب ،دليل للراتب لما يرد بشأنه من تساؤلات . هو دوحة تأخذ بمجامع القلوب (من يعشو عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا ..). الذكر تذكر وتركه حسرة ومن أعرض عن ذكري.. وفيه أنشدوا :
فيالك من آيات حق لو اهتدى بها بهن مريد الحق كن هواديا
ولكن على بعض القلوب أكنة فليست وان أصغت تجيب المناديا
ان الراتب يبشر بالمعاني وبلوغ الذرى ولكن قليل يحتملون ذلك وكما قال الرسول الكريم ان هذا الدين متين ولابد من الايغال فيه برفق وقديما أنشد بعض العارفين:
على قدرك الصهباء تعطيك نشوة ولست على قدر السلاف تصاب
ولو أنها تعطيك يوما بقدرها لضاقت بك الأكوان وهي رحاب
الباب الثالث:
فيه(اللهم يا مذكورا بكل لسان..) (واللهم اجعل ذكرك قمري في الليالي وشمسي في ظلمة الأهوال..) والوقوف بتدبر أمام هذا الدعاء وما فيه من معاني التقصير ويعبق بالتفكر والشكر والذكر والنور الذي يفضي الى الشهود وهو مشهد مقام الاحسان.الفناء المحمود هو :تحقيق مقام الاحسان.المعرفة على ثلاثة أوجه:
معرفة اقرار- اسلام.
معرفة ايقان – ايمان.
معرفة مشاهدة –الاحسان.
(واملأ بواطننا من نورك حتى نقوى على شهودك والنور المراد هو نور الايمان والشهود بنور البصيرة وفي هذا تاس بقول الرسول (ص)..... صاحب الراتب وذوقنا.. وصف سرائرنا..) بتقديم الفاقة والاضطرار فالشوق عند العارفين ثمرة الحب مما يرث العبد مقامات. قال أحد العارفين :سلوني من قرين السماء اني أعرف به من قرين الأرض.
وفي المشاهدة أنشدوا:
اذا رام عاشقها نظرة ولم يستطعها لعلا وصفها
أعالرته طرفا رآها به فكان البصير بها طرفها
قال سلطان العاشقين بن الفارض:
فان قيل لي صفها فأنت بوصفها خبير..أجل عندي بأوصافها علم
صفاء ولا ماء،ولطف ولا هوى ونور ولا نار، وروح ولا جسم
تقدم كل الكائنات حديثها قديما، ولا شكل هناك ولا رسم
وفي سكرة منها ولو عمر ساعة ترى الدهر عبدا طائعا ولك الحكم
وعلى نفسه فليبك من ضاع عمره وليس له فيها نصيب ولا سهم
الباب الرابع: الادخالات التي كتبها الامام المهدي وهي أربعة وما يضربه من أمثال حيث تأملناها بما رزقنا به من فهم .
الباب الخامس: الدعاء الذي يسبق المسبعات (أسألك بحق المصطفى أن تلقي في قلبي..)
الباب السادس:نصوص المسبعات كلها.
الباب السابع: أذكار متتالية – دعاء الشأن والتثبيت والاشهاد وسيد الاستغفار والصلاة على النبي ودعاء اللطف ثم صلاة تنجينا- وكلها أذكار مأثورة استقصينا في شواهدها .الى هنا ينتهي الراتب الصغير.
الباب الثامن: ثم يبدأ لراتب الكبير دعاء الحمد وتأملاتها ..... ومعاني التجلي الرباني واظهار الفاقة والتجافي عن دار الغرور.أطروحة كاملة في الايمان والتعليم، في أدب السؤال والمحبة والوفا(يا من أضطرت الخلائق كلها اليه...) قول أحد العارفين الذي أتى كل البواب فوجدها مزدحمة فيما عدا باب الذل والافتقار خال لا زحام فيه. لذلك أنشد أحد الفقراء الى الله تعالى يقول:
والفقر لي وصف ذات لازم كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهو قول يدور حول معنى الآية: (يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله وهو الغني..). بلغت أدعية الراتب الأقاصي في ادراك الافتقار وما يسمى بالفناء وما يتلقاه العبد من العلوم وهو ما يسمى بالبقاء بعد الفناء لكن البحث يستوجب شقاء التقصي.
الباب التاسع: مجموعة من الآيات وشرحها وما ورد في فضلها في الأثر والادخال الرابع والصلاة على النبي بصيغة محيطة بليغة . ثم آية آل عمران(شهد الله أنه لا اله الا هو....) ثم دعاء اللهم أنت الشاهد الذي بيدك الغائب والشاهد.....).
الباب العاشر: (اللهم اني أشهدك...) وهو مناجاة صرفة وقد أتى بعبارات رقيقة مؤثرة وبه الالحاح والالحاف للاكتفاء به تعالى (وعظم نورنا حتى نقوى على شهودك ....يا نور النور....الى قوله فنحن مشتاقون اليك...)لفت النظر الى جواهر:
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم وليس ينقص حسنا وهو غير منتظم
ويستمر في الدعاء( اجعلني عبدا لك ..) ودقة هذا مع تواضع ....اللفظ) اللهم اني تبرأت اليك من نفسي تأمل هذا الوله المرير..
ان كان منزلتي في الحب عندكم ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي!
يضرع المهدي(قربنا اليك في كل حال..) وامنحنا القرب منك
قال بعض أهل المحبة:
فهمت بكم والحب فيكم مصاحبي فغبت عن الأكوان اذ أنت وجهتي
الى أن قال:
فما يصنع العاني أسير جمالكم وشرط الهوى فيكم فناء الارادة؟!
دعاء المهدي أن تهب لنا ...وايثارك في كل حال)- انظر كيف استوفى جميع شروط الدعاء للاستجابة.
الباب الحادي عشر: الآيات التي تتلى أحيانا بدل الراتب ودعاء حزب القرآن وما قرنه بالمعرفة الكاملة وعند أهل البصائر هي النور الهادي. بعد دعوة قساوة القلب دعوة الانشراح وهي ليست من أصل الراتب بل اضافة الامام عبدالرحمن وهو دعاء متناغم مع الراتب قليل الكلمات موسوعي الدلالات لا يدانيه الا قرب صاحبه من صاحبه .
الخاتمة: أهم اللوافت في السياحة :
ليس فيه طلب لدنيا هو تشيع للسيرة المحمدية (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله..) وحب الله لا يكن الا باتباع المصطفى ومحبته.
قول الامام البوصيري عن حب الرسول(ص).
وقال في مدح الرسول :
يا خير من يمم العافون ساحته سعيا وفوق متون الأينق الرسم
هذا صاحب الراتب الذي قال انه مأمور باحياء الكتاب والسنة حتى يستقيما. وهو أمر يجب أن يكون الجميع حوله مجموعون هو طاقة تعبوية تؤججه المداومة على القراءة الجماعية من الفجر والعصر وهي لنا كمال معرفتك .... وهي صبابة لا ترتوي الا بالأنس بالمحبوب والله أكرم أن يرد صاحبها خائبا. شراب صاف ..... لها معاني الراتب. لا أزعم أني شرحته فان بدوت مقصرا فحسبي نية الخير وأسميت محاولتي لاجتلاء المعاني سياحة فيه فليتكاثر السباحون في رحابه المترامية لعل الله يقيض لمن يشاء من بينهم من يطلع على الناس بما خفي عنهم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعقيب الدكتور عبد الله حمدنا الله:
يبرني دكتور موسى دائما بمؤلفاته التي أجد فيها متعة وفائدة وهذا السفر الذي هو ورد تعبوي كتبه لنفسه ولأحبابه ومثلما قال دكتور موسى عرفت الراتب أيضا قبل الكتابة والقراءة بخط جميل هو خط جدي وسمعته في مسجد في قريتنا بعد صلاة الصبح لسنوات طوال حتى وقر في ذهني أن حفظ الراتب من شروط امامة الصلاة!ثم عرفت أن الراتب يقرأ في الصباح والمساء(عند الغروب) من خلال عشرتي وسكني مع خالي أحمد عبد الرحمن التكينة وكيل الامام عبد الرحمن في بورتسودان ثم اقتنيت الراتب وأقرأه من حين لآخر .لي به علاقة وهو شأنه شأن منشورات المهدي الأخرى لم تجد حظها من الدراسة ونستطيع قول أن المهدية كتبت بأقلام أعدائها وقد حوربت من خلال روايات عديدة مثل رواية جورجي زيدان(أسير المتمهدي) . من جراء هذا السبيل لا بد من قراءة راتب ومنشورات المهدي بصورة جديدة ليقدمها الأنصار لغيرهم .... الآثار.
الراتب ليس وردا (صوفيا). هو ورد انساني كما يقول عبد القادر محمود يخطو من الانعزال الصوفي المعهود الى احيائه. هي دعوة ايجابية لكي يسير الراتب في طريقها لا بد من اثارة الأسئلة الملحة . لا شك الدكتور موسى من خلال 500 صفحة (لأن في الكتاب مقدمات) بذل جهدا مقدرا لدراسة هذا السفر العظيم من خلال 11 بابا وأثار أسئلة مهمة لا بد من اثارتها لكي لا يكون الراتب وردا روحيا فحسب بل وردا احيائيا.الأسئلة هي:
1/ (وقد تعرض الدكتور موسى الى شيء منه) الراتب هو الصورة الأخرى للمشروع العملي للثورة المهدية :وهي اصلاح شؤون الدنيا وفقا للشرع ولكن الراتب ليس فيه شيئا من الدنيا . ربما كان الراتب صورة أخرى(للمشروع) فكيف نفسر غياب أي شيء عن الدنيا؟! - انسان يحمل السيف يجاهد لتغيير النظام القائم وأنصاره في المعارك والحروب ومع ذلك يضع لنفسه وردا ولا يدعو له ولا لأصحابه شيئا من ذلك! تأملت في الراتب وفي تاريخ المهدية ووقر في ذهني أن الراتب كتب لمرحلة الجهاد الأكبر وليس الأصغر وهو الجهاد بالسيف واقامة شؤون الدنيا وفقا للشرع. وجهاد النفس هو المرحلة المهمة .
2/ هل كتب الامام المهدي الراتب الهاما ووحيا أم أن مصدره الامام المهدي نفسه؟ سواء هذا أم ذاك فان آفة الخلافات الاسلامية المتعاقبة منذ انقضاء الخلافة الأولى وفي أثنائها وحتى اليوم هي الفتنة بالدنيا لأن الناس حين يجاهدون وينتصرون .....الدول فان الفتن كثيرة والصوارف كثيرة ولذلك وضع الراتب تحصينا من الدنيا والفتن.
3/ المهدية في صورتها الجهادية والدولة مرحلة تنصرم فما الذي يحفظ هذه الطاقة الروحية أن تنصرم أيضا لأن المجتمعات والدول والشعوب والجماعات اذا كانت عريقة لا تذوب بل تتحصن بارثها لمواجهة المحن لذلك الراتب هو الصورة الباقية في حال ذهاب الصورة (الماثلة) وقد حفظ الراتب جماعة الأنصار 124 سنة من وفاة المهدي و111 سنة من انصرام دولة المهدية ومع ذلك الجماعة التي تعتقد بها معبأة بطاقة روحية هائلة باقية معها ما زالت لأن الامام المهدي وضع الراتب لهذا؟
4/ الأمر الآخر، هل دعا المهدي في الراتب الى الانصراف عن الدنيا كليا ؟ أم الى الزهد فيها ؟ وهنالك فرق لأن في الثانية الدعوة لأن تكون الدنيا في يدك وليس في قلبك.
لا تجعل في قلوبنا ركونا لشيئ من الدنيا لا تعني عدم اعمار الدنيا والنزوح الايجابي منها انما يعني: أن اكتسابها لا ينبغي أن تكون في القلب وان كانت في اليد وأمثل تجسيد لذلك الامام عبد الرحمن الذي امتلك من الدنيا ولكنها لم تكن في قلبه :
كنت الفقير غني في مرؤته .....
د.عبد الحليم محمد يقول لي كأن سورة الضحى نزلت في السيد عبد الرحمن ولذلك فالسيد عبد الرحمن لأنه فهم الراتب لم ينصرف عن الدنيا ولكنه لم يجعلها في قلبه(الزهد ليس أن لا تجد شيئا وتقول انني زاهد بل أن تجد كل شيء ومع ذلك تقول لا رغبة لي فيها) دكتور موسى هو كذلك وأيضا خالي كان كذلك لارتباطهم بالراتب وقدوتهم الامام عبد الرحمن.
5/ الأمر الآخر وهو حساس:وقد تطرق اليه الدكتور موسى والأنصار يعتقدون أكثر مما كتب دكتور موسى لكن هل الآخر يمكنه تقبل ذلك؟ هل الراتب وحي؟ هل هو وحي في صورة الهام؟وهذا موجود في الأثر (عمر) ولكن هل الالهام وحي؟أم هو حدس؟دكتور موسى لا يذهب مذهب بعض الأنصار من أن الراتب وحي . أنا أتفق مع قول د.موسى لكن ما مصادر المهدي نفسه ؟ في فترة ما حاولت دراسة أسلوب المهدي ،اختلفت في مرحلة باكرة مع حسين مؤنس الذي يضع المهدي في الصف الأول من كتاب العربية في عصره ولم اقتنع بذلك لأن في عصر المهدي وجد عبدالرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني وآخرين وهم من كتاب المقالات التي تحتاج لتأن لكتابتها ويخاطبون جمهورا متحضرا خلافا عن المهدي الذي يخاطب جمهورا معظمه أميون . أجد منشور الشلالي أقوى منشور أعطى العلماء ليكتبوا ولكنه لم يقتنع بما كتبوه فكتب هو وقد كتبه في وقت قصير بحيث عندما وضع القلم كانت بسم الله الرحمن الرحيم لينة لم يجف حبرها!
انتهيت الى أن المهدي حين يكتب بتفوق يفوق كتاب عصره ولكنه في أحيان أخرى ينزل الى مستوى النثر العثماني السائد في تلك الفترة.
مولانا عبد المحمود أبو:
الموضوع يحتاج الى عدة محاضرات لأن تجليات الراتب لا يمكن أن تتم في محاضرة واحدة. مما دار يتبادر الى أذهاننا تساؤلات كثيرة: اذا كان الراتب بهذه الدرجة من القيمة،لماذا أهمله الكتاب والعلماء؟ كثير من الذين تدربوا على يد المدرسة الحديثة التي جاءت مع الاستعمار صنفوا الحركة المهدية كحركة دراويش تضصديقا للدعاية لذلك لم يكلفوا أنفسهم عناء الكتابة عنها أو قراءة آثارها. وكتبت كتب عن أوراد لطوائف ثلاث: الأنصارية،الهندية والختمية على أساس تعظيمها لقادتها وهذا صحيح فيما يختص بالطوائف الأخرى لكن في الراتب لم يذكر المهدي شيئا عن نفسه بل وصف شخصه بالعبد الحقير! وهذا المدخل يقودني الى الحديث عن المرحوم سيدنا عبدالله اسحق أن المراغي عند تعيينه عرضت عليه الحكومة الراتب ليرى ان كان مناسبا السماح بتداوله وذلك عندما تقدم الامام عبدالرحمن بهذا الطلب من الحكومة.
كان الانجليز يعيبون على الامام عبد الرحمن عدم الاستجابة لطلبهم بتغيير اسمه الى عبد الرحمن محمد احمد وتحويل اسم الأنصار الى الطائفة الرحمانية فما كان من شيخ الاسلام شيخ البدوي الذي قام قائلا(الامام عبد الرحمن ما سمى أباه المهدي بل سماه الله) فسأله المراغي كيف يقول كلاما دون دليل! فرد عليه محمد عمر البنا (أنا أعطيك الدليل، درست في الأزهر وكان والدي يريدني أن أكون مخشوشنا وأرسلني لقطع الحطب ففعلت وقد وجدت مكتوبا في لحا الشجر لا اله الا الله محمد المهدي رسول الله وكلما قطعت شجرة وجدت نفس الكلام مكتوبا وكذلك فعل أبي فتوجهنا من تونا الى مبايعة المهدي . وهذا القول يبين أهمية الروايات الشفاهية كمصدر للتاريخ وقد تحدثت مع أبو سليم رحمه الله معاتبا في عدم الأخذ بالروايات الشفاهية وهي من المصادر المعروفة حتى في الاصحاح.
بالعودة لموضوع الندوة فالراتب ليس وردا ودعاء حسب استعراض دكتور موسى وتعقيب دكتور عبد الله : هو رؤية متكاملة للحياة ومجسد لفلسفة المهدية للتعامل مع الحياة ولذلك نجد طبيعي عند رجل لا تسوى الدنيا عنده شيء يتعامل معها بصورة صارمة لكن ..... في عبارات متكررة ثم القرآن والعمل به وهو حاضر في كل خطوات المهدية وقد أبدى أبو سليم استغرابه كيف أن المهدي كان يستدل بالقرآن بصورة تناسب المقام تماما.أيضا لو قرأت قوله (لو قرآن أنزلت آياته على الصم الراسيات..) أذكر الشيخ ابراهيم منوفي من غرب السودان معه الشنقيطي قال أحد الأنصار في حضرته المهدي عليه السلام وبخه قائلا له كيف تقول المهدي عليه السلام يا جاهل- روى لي الشيخ ابراهيم كيف أن الشنقيطي أخذ يتزحزحزح عند الراتب الأول وعندما وصلت القراءة الى قوله (لو نزلت آياته..) ما كان منه الا أن انكب علي باكيا قائلا(والله أنا الجاهل ) ويذكرنا كلام الامام المهدي في الراتب عن الصبر على المكاره موقف أيوب أيضا للباحث في الراتب عن الأدعية المأثورة والتي جمعها الامام المهدي وهي أدعية أمرها عظيم. كذلك افتتح الراتب بسورة الأنعام وهي السورة التي نزلت كاملة يحملها 80 ألف ملك .
رواية سمعتها من السيد أحمد الذي قال أن شخصا زار الامام عبد الرحمن فأكرمه وأحسن وفادته فأراد اكرام الامام واعطاؤه هدية عندما أراد الانصراف ، على أن تكون بمعزل من الناس وعندما اختلى به تلى عليه (اللهم كما لطفت...) وعندها نادى الامام عبد الرحمن على أحد الأنصار طالبا منه أن يقرأ عليه اللهم كما لطفت فأسرع بتلاوتها مما أدهش الضيف!
شيخ يوسف حسن:
عندما قررت ضرورة كتابة شيء عن الراتب لحاجة بعض الناس له في دول أخرى،بدأت عنوان ذلك بكلمة دراسة ثم احترت أن اقول دراسة في، أم عن الراتب فوجدت أن مدلولات استخدام الحرفان أعمق من قدرتي فاخترت أن يكون العنوان دراسة حول الراتب .ورغم الصعوبة فهذا النوع من الدراسة مطلوب وأذكر أن أبو سليم كان قد أشار الى ضرورة أن يعمد العلماء والمثقفون الى دراسة الراتب ثم يبحروا في أعماقه.هذا الأمر جد عظيم وفي دواخله الدرر واللاليء مثلا اللهم الواردة في الراتب (حيثما وجدتها هي عين اشرب فيها وادعو وأكثر ) وقد ذهبنا لزيارة شيخ من حفظة الراتب فاكتفى (باللهم أحسن حالنا فيما يرضيك ) وهذا ضمن معان كثيرة يتطرق لها الراتب .هو ذكر خالص لله ولكن ما أثره الشخصي على قارئه؟ وبالتالي على الجماعة؟
الراتب يحقق وظائف الدعوة المهدية: تلاوة القرآن- الاقتداء بالرسول الكريم- تقوية الايمان بعمق في الانسان – فيه ما يحتاجه من صبر وجهاد- وهو مناسبة يلتقي فيها كل من ذاق لذة الراتب (لأن هناك من يتذوقونه وهم ليسو بأنصار، كنت أسجل الراتب في السعودية وقد استمع الي من سمع وأخذ مني نسخة من الراتب محتفظا بها لا تبارحه)
ومن تجاربي الشخصية لمن يستمعون للراتب – فقد اعتدت في كل جلسة الدعاء من الراتب وفي احداها بينما كنت في القاهرة وقد دعوت كذلك من الراتب فأخذ مني من استمع نسخة احتفظ بها.
متى بدأ الامام المهدي كتابة الراتب؟ سمعت من المرحوم عبد الرحمن اسحق(الحجير) وهو رجل عاصر الامام المهدي وكان وقتها بالغا وقد صحب المهدي الى بناء قبة الشيخ القرشي ود الزين حيث كتب الامام المهدي الراتب في هذا الوقت.
استصحاب المهدي للصوفية (ان المهدية أخذت بستة الصوفية وأضافت لها ستة) وهذا التوافق والاعتراف الضمني بالصوفية جعل عددا من شيوخها ينخرطون في سلك الدعوة منهم: ود البصير، محمد الأمين الهندي،المكاشفي..الخ.
التذلل لله في الراتب هو الباب الوحيد الذي وجده مفتوحا من يبحث عن باب للدخول للمولى (اللهم أغثني من خبث نفسي...) .
الراتب والدنيا:
لم يقفل الراتب الدنيا بل أزيد أن ضعف الانسان يجعله يتضرع.
نهاية الراتب هي (كما لطفت..).
وهو ليس وحيا ولكن الهاما .
علاقة الراتب بالحياة العامة:
ما أثر الذكر على التربية والتعليم والتوجيه؟ يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون وما فيها من الرقابة الذاتية على السلوك الشخصي. الاستعاذة في الراتب مطلوبة من ثمانية أشياء:
بعضها مجموعات: من سخطك ومن الشيطان الرجيم ومن بعدك ومن الجهل. اني تبرأت اليك من نفسي ومن شر جميع الناس ومن شر الوسواس.
أحصيت 4: عدم المبالاة بوعدك ووعيدك، واجعلنا بفضلك فيما يرضيك.
أشياء راج استخدامها في معاني مادية استخدمها المهدي في معاني روحية:
الهبة- الوديعة- المنحة- التمكين- ملأ البطن.
الأسئلة والمداخلات:
استاذة اخلاص مكاوي من دار الوثائق:
أتحفنا بما قدم وهو حديث كامل متكامل عن الراتب تناول جوانبا كثيرة. سأتكلم بلغة الوثائق: وثائق الامام المهدي في مرشد الامام المهدي .....وثيقة. نتحدث عن الراتب الوثيقة رقم 23 مع حسين الزهراء في شرح الراتب ،أهمية الراتب من خلال الراتب لوجوب قراءته وقراءة حزب القرآن والعمل بموضوع رسائل الامام المهدي الى بعض القبائل والشخصيات وخطابه لأحمد سليمان لنقل الراتب واهتمام الأنصار بقراءة الراتب .المهدي أجاز نسخة المدثر ابراهيم الحجاز وصحح نسخة ابراهيم الدليل الذي خاطبه الامام المهدي أيضا المجذوب . قراءة الأنصار كانت بفهم بدليل السؤال عن بعض النصوص .سئل عن الفرد والجمع أجاب المهدي أن الأصل هو الافراد.د.عبدالله حمدنالله استشهد بلجوء معظم المؤرخين الى مراجع من الجانب الآخر وقد تأكدت بنفسي أنها أخطاء.وأعطيت كل القصد وسبحان الله وبحمده وشرح (اللهم اني أصبحت أو أمسيت أشهدك..) واضافة رؤية مكين آدم التي طلب الامام المهدي اضافتها ودعوة قساوة القلب والرسائل التي أرسلها المهدي وهناك تعاليم وتوجيهات بترك بعض المعاصي ,,,,, لما هو في القرآن والتربية به .يا حبيبي ....أجزتك يا حبيبي اجازة تامة مع التفكر والتضرع أدام الله رشدك ...الخ.
سؤال هل يقرأ الراتب جهرا فردا أو جماعة؟ عند تحريمه في الاستعمار لأن القراءة الجماعية تزكي الجانب الروحي وهذا ما أراده المستعمرون .أعجبت بشرح الزهراء وحزنت لفقد كثير منه.ما ورد في الراتب من الآيات المنتقاة انتقاء دقيقا مثلا سورة ا؟لأنعام .هذا الراتب لا يخص الأنصار فقط لكنه لكل من يحس بتوجه روحي وصوفي مما يجعل الراتب في مكانة تخرج عن النطاق الضيق.
بروف فيصل محمد موسى:
هل وحي أم الهام أشير الى مسألة الخلاف بين محمد شريف نور الدائم التي أورد في أبيات الشعر عالم الذر ومرحلة التجليات ولم ينكر ذلك محمد شريف نفسه.والراتب يعكس ثقافة اسلامية واسعة.مثلا السابق للعالمين نوره (الرسول أول الخلق )المهدية منبثقة من النور المحمدي .رسالة المهدي للخديوي توفيق والشيخ عليش وقد قال هذا الراتب والرسالة لا تصدر الا من شخص يوحى له فدس له السم (الخديوي توفيق) أشيد بالسياحة الروحية .
يحي التكينة:
الانجليز عندما حاولوا توقيف البعث المهدي ،طلب سلاطين جمع الأعيان في بيت الخليفة تحدث كتشنر عن السياسة الجديدة – لا راتب لا جبة مرقعة..الخ .طلب الاستماع لرأي أهل أمدرمان فتكلم قدح الدم (انك أتيت من دولة تحترم الأديان كيف هدمت بناء يصلي فيه 70 ألف مصلي؟ مشكلتنا في السودان كما قال معاوية محمد نور نريد أن نكون أمة كاتبة وقارئة .يجب أن نلحق بمن لم يمت من أجل التوثيق.
الراتب مأخوذ من الرسول أخذا لا تسأل كيف!
موسى احمد موسى قرأ منشور عن الامام الصديق عن الراتب .
احمد الصافي محمد حكى تجربته في المناقل ،وقد أحيل للصالح العام وهو يسأل الله ليصرف عنه همومه في المنام رأى أنه أحيط به ومعهم نفر من أهل الصافي وقد وجدت نفسي في جلسة راتب وأشهدته على شهادتي واستيقظت في فزع وقد طمأنته بأن الراتب هو منقذ وهو ليس لزمان معين.
محمد علي مخاوي :
أتحدث في جانب آخر في الراتب ليس عن دراسة ولكن جانب تطبيقي لعمل الراتب.في اجازة لي في كردفان أخبرني الوالد أنه زار الشيخ محمد ود الريح حيث يؤتى بالشخص مكتف (في حالة من عدم السيطرة على النفس)وبعدها يصبح طبيعيا يعمل في خدمة الآخرين ويتم ذلك بالراتب!
في منى أقمنا حلقة عن الراتب قدمها د.الصادق أبو نفيسة وقلت لهم وصية من الوالد بما نصحني به من المداومة على الراتب ونقلت لهم ذلك وبأني أصدقه ولكني لم أرى شيئا.في ذات مرة اتصل شخص حدد لي مكان قابلنا أمريكي مسلم ولكنه مختل العقل قرأ عليه الشيخ النور بعض الآيات والأدعية وهي من الراتب فاذا به يعود طبيعيا! وهو أيضا هبة من رب العالمين .دون خوض في مصدره ولكن وان كتبه بيده فهو في لحظة وجدانيات.
تعقيب بروفسور موسى:
لم تترك لي اضافة أؤمن على أحاديث المعقبين خاصة د.عبدالله حمدنالله ومولانا عبدالمحمود. الراتب وثيقة دينية تستحق الدراسة . وقد قال أنه كتب لمرحلة الجهاد الأكبر وعبدالمحمود ذكر أنه رؤية متكاملة.كما قلت توجد ضرورة للكتابة عن المهدي وأغلب ما كتب بلأقلام الأعداء.هذه الحياة القصيرة حافلة بمعاني لا حدود لها .شباب الأنصار لا بد يبحثوا فيما كتب من أكاذيب صرفة عن المهدية ولا بد من ايراد وقائع ودراسات تناقضها ،تترجم الى لغات أخرى وقد قمت بترجمة الراتب للغة الأنجليزية. كذلك الكتابة عن المهدي شخصيا مثلا في رده على غردون وهو مظلوم في تاريخ السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق