ام سلمة الصادق المهدي
تلخيص كتاب "تبصرة وذكرى:سياحة في راتب الامام المهدي"
الكاتب:الدكتور موسى عبدالله حامد.
الدار السودانية للكتب 1997م.
يقع الكتاب في 519 صفحة من القطع المتوسط. ويحتوي على مقدمة وخاتمة واحدى عشر بابا وقد قدم له حسب الترتيب الوارد في الكتاب بروفسور عبدالله الطيب، الدكتور محمد ابراهيم أبوسليم، السيد أحمد المهدي والسيد الصادق المهدي وقد قدموا للكتاب بما يستحقه من تقريظ واحتفاء .
المقدمة:
تناول الكاتب في مقدمته نسب الامام المهدي من جهة أبيه وأمه ومولده وتاريخ أسرته متتبعا لها منذ هجرتها من الجزيرة العربية بعد تعرض العلويين لبطش الحجاج بن يوسف حتى استقرارها بلبب ثم الى كرري ثم أبا بحثا عن مواطن الأخشاب تبعا لمجال اشتغال الأسرة في صناعة المراكب. وتتبع في المقدمة سيرة المهدي منذ الطفولة المبكرة حتى وفاته في 1885م.
ثم دلف الكاتب الى توضيح صلته بالراتب وما دفعه للكتابة عنه ثم تحدث الكاتب عن والده وعن صلته الرحمية والروحية بالامام المهدي و ما تعرض له بعد كرري وحتى السماح له من قبل الحكومة الاستعمارية بالاستقرار بأبا وعن الجو الروحي الذي كان سائدا في أبا(مكان نشأة المؤلف) ثم ذكر الكاتب الفترة التي ابتعد فيها عن قديمه تمسكا كشأن الشباب بكل جديد وكيف أن النفحات التي تعرض لها في طفولته وصباه والجذوة التي لم تخب تماما قد أعادته مرة أخرى لما ابتعد عنه.وكرر الكاتب أن صلته بالراتب ليست نتاج دراسة وتقصٍّ فقط بل صلة متجذرة في الطفولة ومكان النشأة. وقد لفت نظره للراتب أنه ذكر خالص لله ليس فيه سياسة ولا مدعاة لصراع ولا اختلاف وهو لا يشتغل بأحد لا يذم ولا يمدح ولا يذكر الا حقا خالصا. فيه بساطة آسرة ناعمة الملمس وسلاسة سائلة عذبة الطعم وفصاحة جلية موضونة.هو شراب سائغ خالص لذة للشاربين. كله قرآن وتسبيح وصلوات الرسول. ويقرر الكاتب أن ما يكتبه ليس تزكية للراتب ولا لصاحبه انما هي مشاهدات سائح في رحاب الراتب عبر متونه وبين شعابه، سائح تملكه احساس غامر بروعة الراتب وطغت على نفسه محبة له جاوزت حدود المدى.
الباب الأول:
تاريخ الراتب :
نعوم شقير أول من أشار لذلك ذاكرا أن الراتب أنشيء منذ اشهار الدعوة(أي في الجزيرة أبا).ويرى أبو سليم أن المهدي وضع الراتب ونظم الشؤون المالية وأمور الجيش والعبادة بعد أن شعر بشيء من الاستقرار بعد انتصاره على الشلالي في 1299هـ. ويرجح الكاتب أن الراتب اكتمل قبل جمادي الأولى 1301هـ بكثير. والسائد بين أصحاب الامام المهدي أن الراتب ألقي في روع الامام المهدي الهاما.
طباعة الراتب:
في المهدية:
-حتى وفاة الامام المهدي كانت النسخ المتداولة نسخ خطية بتكليف منه لابراهيم الدليل لنقل الراتب.ثم كانت الطبعة الأولى بعد وفاة الامام المهدي بأيام في رمضان 1302 هـ بمطبعة الحجر .وصدرت عشر طبعات آخرها الطبعة العاشرة 1315 هـ (آخر طبعة للراتب في المهدية).
بعد المهدية:
تم حظر الراتب نهائيا من قبل الحكومة الاستعمارية ادراكا لدوره في التعبئة الروحية. وتم تداول الراتب علنا على اثر فتوى الشيخ المراغي عام 1917م مع اندلاع الحرب العالمية الأولى. وكانت أول طبعة في القاهرة على نفقة داؤود منديل عام 1920م ثم توالت طبعات الراتب.
ما كتب عنه:
كتب عنه وعن الامام المهدي: اسماعيل الكردفاني، الحسين الزهرا والحسن العبادي من علماء المهدية. وقد بين حسين الزهرا فضل الراتب الذي يكمن في جمعه لوظائف العبادة من الذكر والفكر والأدعية والتلاوة. وتناول نص الراتب بالشرح لبيان المعاني والغايات والفضائل.
الكردفاني تناول الراتب مقرظا ولكنه لم يتناوله بالشرح. ثم كتاب "عقود الدرر في شرح راتب الامام المهدي المنتظر" لمؤلفه الشيخ محمد علي البشير الأحيمر بتوجيه من الامام عبدالرحمن. وهو يفسر الراتب شارحا له كلمة كلمة ويعاب عليه أنه نحى بشرحه منحى صوفيا يكاد يجرد الراتب من حيويته اذ أن الراتب استصحب التصوف الاسلامي استصحابا معافى متجاوزا له الى مشارف أعلى. وأبرز ما يميز الراتب أنه خلا تماما من طلب النصرة على الأعداء برغم التضرع والانكسار الذي فيه وكون حياة صاحبه منذ اعلانه المهدية وحتى وفاته كانت جهادا متصلا!وكذلك جاء الراتب خلوا من أي دعاء يجلب دنيا أو أعراضا مادية أو يقي من مرض أو بلاء أو يحفظ الأهل والولد.
الذكر والراتب:
الذكر عند الامام المهدي أقدم من الراتب. فهو ثمرة صوفيته المبكرة وهو عنده عماد الأمر. فالراتب مجموعة من الأذكار التي تقرأ صباحا وعشيا.
ملحقات الراتب:
دعاء افتتاح حزب القرآن (اللهم اني أحمدك....)
حزب القرآن.
دعاء اختتام الحزب. (اللهم اجعل القرآن العظيم نور هدايتنا من الضلال...)
دعاء قساوة القلب والغفلة عن الله وعن تعظيمه(آخر ما يقرأ مع الراتب)
رؤية مكين آدم الحمري وهي غير مضمنة في الراتب ولكنها تبين أهمية الراتب لدى أصحاب الامام المهدي. خلاصتها أن المذكور رأى في المنام هاتفا يحثه على قراءة الراتب ويبين فضله.
الادخالات (ليست طرفا من أطراف الراتب) وهي تعليقات محددة كتبها الامام المهدي موضحا فيها بعض المسائل ومعاني بعض الدعوات الواردة في الراتب .أولها عند قوله اني أصبحت أو أمسيت أشهدك.. ثانيها: لشرح معنى (سبحان الله وبحمده) ثالثها:عند قوله (وأعطيت كل القصد)، رابعها:عند قوله (رب أدخلني مدخل صدق)
هيكل الراتب وبناؤه وأجزاؤه:
يتكون الراتب حسب أبو سليم من ثلاثة أجزاء:
1- الافتتاح: فيه المطلع الذي يبدأ بالبسملة ثم آيات الأنعام الثلاث الأولى والآية 61 من يونس، ثم الأدعية وتبدأ بدعاء اللهم يا مذكورا بكل لسان، ثم التوسل الى حضرة الربوبية بحرمة الرسول(ص).
2 – الأساس: لب الراتب وجماع الهدف منه ويبدأ بقوله (بسم الله ما شاء الله) ويشتمل على طائفة من الأذكار. ثم يأتي دعاء(الحمد لك يا الله حمدا يوافي نعمك ويكافي مزيدك)، ثم تأتي المسبعات وهي عشر عبارات تعبدية تقرأ سبعا.
3- الخاتمة:وهي دعاء (اللهم كما لطفت في عظمتك...) ويرى أبو سليم أن بها ينتهي الراتب، و يرى أيضا أن الحزب الملحق بالراتب يتكون من ثلاثة أدعية هي دعاء قبل آيات القرآن(اللهم يا رب العالمين لك الحمد لذاتك..) يليه دعاء افتتاح حزب القرآن (اللهم اني أحمدك وأثني لك الحمد يا جليل الذات ويا عظيم الكرم) ثم دعاء اختتام حزب القرآن (اللهم اجعل القرآن العظيم نور هدايتنا من الضلال).
ويذكر الكاتب اختلافه في وجهة النظر مع أبو سليم (دون تطاول ) اذ أن أبو سليم فهم أن حزب القرآن المعني الذي يسبقه دعاء افتتاح الحزب هو الآيات الواردة في الراتب. ولكن الكاتب يرى رأي الصادق المهدي والأحيمر من أن الحزب المذكور يقصد به قراءة حزب من القرآن صباحا ومساء ليختم القرآن في شهر، وان الآيات التي فهم منها أبو سليم أنها الحزب المعني انما هي جزء من الراتب (وهذا الفهم عليه عموم الأنصار).
تقييم الراتب:
عرف أبو سليم الر اتب بقوله) لفظ الراتب يطلق أساسا على الراتب بالتخصيص كما يطلق على الراتب والحزب معا) و ينتقد الكاتب أبو سليم لتعامله(غالبا) مع الراتب كوثيقة تاريخية وكذلك خالفه رأيه لقوله أن الأنصار تعاملوا مع الراتب كنص عبادي حيث يرى الكاتب عدم صحة هذا الرأي اذ أن الراتب يلعب دورا تعبويا جهاديا، فهمه الأنصار واستلهموا معانيه. وقد قال أبو سليم أن الراتب مؤلف ديني عظيم عبر فيه المهدي عن وجدان ديني عميق وقد سما فيه أسلوبا وغاية، وهو يدعو الجميع لقراءته لدوره الخطير في بلادنا. ويمكن للجميع قراءته دون الارتباط بعقيدة معينة. وقال عنه أيضا اٍنه جاء في أسلوب عربي رصين يحكمه السجع في آخر الفقرات والسبك المتين للجمل ...بحيث يسهل حفظها). ويشرح الكاتب ما تعنيه كلمة وحي عندما يذكر أن المهدي ألهم الراتب وحيا وأن الوحي قد يذكر دون أن يكون الموحى اليه رسولا. وهذا ليس غريبا بل يعج به التراث الصوفي وهو مشروط بالتأهيل من حيث شدة الورع والتقوى وهذا مما يتصف به الامام المهدي.
يمثل الراتب الدستور الروحي للدعوة المهدية والمنهج الفكري التعبدي للدعوة . وفي رأي الكاتب أن المهدي هو مصدر الراتب دون شك فهو ملهم صحيح ولكن العبارة عبارته والفكرة من صياغته ويجب التسليم بذلك حتى لا يضيع ما في الراتب من تجربة روحية ذاتية وتضرع.
الباب الثاني:
مضمون الراتب: مر الكاتب على ما يتضمنه الراتب من در عظيم بين دفتي كتاب صغير ثم عرج على شواهد الأمر بالذكر في الكتاب والسنة وأقوال بعض العارفين في فوائد الذكر. وعدد محتويات الراتب وهي عبارة عن آيات من الذكر الحكيم و مختارات الآيات والدعوات المأثورات عن الرسول الكريم. وهو ذكر لله خالص به التضرع والتذلل والانكسار لله. ثم عرض الكاتب لما يعيبه البعض على واجبية تلاوته وتكرار ذلك فجرا وعصرا ويقول الكاتب أن واجبية تلاوته مردها لكونه ذكر لله خالص وأن الأوقات المحددة لذلك هي تسمية القرآن تحديدا لفضل الوقتين المذكورين. والمأخذ الثاني الذي يعاب على الراتب هو التكرار. وقد برره الكاتب بأنه تكرار معافى يستهدي بأسلوب القرآن في ترديد المعنى الهام لترسيخه.
الدعاء عموما: استعرض هنا شروط الدعاء وأهميته.
الدعاء في الراتب: كثر الدعاء في الراتب لدرجة تكاد تجعله مجموعة أدعية يتوجه بها لله طلبا للخير للداعي وللمسلمين عامة. وتكرر الأدعية فيه ثلاث أو سبع مرات أو مائة مرة.
الجهر بالدعاء: أورد الكاتب الدليل على استحباب الجهر بالدعاء.
أوقات قراءة الراتب: والوقتين المحددين من أوقات الاستجابة حسب ما ذكر وفيهما تصفو النفس وترنو للتأمل.
الصلاة على النبي:
ذكر فضل الصلاة على النبي وفوائدها مما عدده العلماء وأنها ترد في صيغ مختلفة.
السور والآيات القرآنية في الراتب: تبلغ في جملتها 153 آية تمثل ثلثي الراتب وتدل على اختيار دقيق للآيات مما هو معروف بفضله وقد كان الرسول (ص) يشير الى فضل خاص لبعض السور والآيات ويكثر من قرآتها.
وظيفة الراتب وأدب تلاوته: عدد وظائف الراتب وأجملها في فوائد روحية واشعار بالانتماء للجماعة والزهد واذكاء روح الجهاد والتأسي بالسنة. وهو عبادة خالصة لله تعالى. ثم عرج الكاتب على كيفية التعامل مع الراتب من حيث هيئة الجلوس واستخدام المسبحة والطريقة التي يقرأ بها الراتب في جماعة. ثم أوضح أن للراتب أربعة أطوال (حسب ما يسمح به الوقت) وقد فصلها جميعا.
الباب الثالث:
نصوص الراتب:
ذكر أن الراتب يبدأ بالثلاث آيات الأولى من الأنعام ثم الآية 61 من يونس وشرحها وذكر فضلها واشتمالها على احاطة العلم الالهي بكل شيء.
الدعاء بعد آيات الاستهلال:
ذكر هذا الدعاء الذي يبدأ (باللهم يا مذكورا بكل لسان..) ووقف عند هذا الدعاء الذي يُِتوجه به الى الله القادر المريد، وشرحه لافتا النظر للاستعمال الجميل المتمكن للألفاظ. وانتقل بعد ذلك للدعاء الذي يمثل أدبا عظيما لسؤال المولى الكريم وشرحه منتقلا بعدها في انسياب لطيف للاقرار بالذنب مبينا دور ذلك في اجابة الدعاء. وشرح أيضا هذا الدعاء ذاكرا تركيزه على طلب التوبة والمغفرة. ثم بعد ذلك طلب المهدي بعد الاستغفار والتوبة التولية والتوفيق. وشرح هذا الدعاء ذاكرا ما يتضمنه من اقرار بالعجز والاعتراف بالمنة. ثم انتقل الى التوسل لله طلبا للمواهب. وشرح الدعاء ملفتا النظر الى نسقه الفريد موسيقى ومعاني. وقد ذكر ما في هذا الدعاء من مزج بين الخوف الرجاء وكل مبتغاه هنا الاكرام بالنظر الى وجهه الكريم.ثم انتقل الى طلب الشوق والمحبة وهي أعلى الدرجات عند السادة الصوفية، وقد استعرض أشعارهم في ذلك. ثم ذكر أدلة المحبة من القرآن والسنة وأهمية أن تكون للعبادات أغوار روحية وتغلف الأعمال بالمحبة حتى لا تكون جافة. ثم ذكر عشرة أسباب للمحبة وعلاماتها. ثم استمر في شرح (والنظر الى قدسك وجمالك والجلال) ومراتب جماله سبحانه وتعالى. ثم انتقل الى طلب التجافي عن الدنيا. وبعد هذا انتقل الى طلب القرب بعد أن استعد له متضرعا مناجيا ذاكرا مقررا ارتباط الانس بالمناجاة. ثم انتقل الى طلب التفكر وشرح هذا الدعاء والذي يليه (الهي اجعل ذكرك قمري في الليالي...) ثم طلب من ربه الاكتفاء به عن الدنيا. ثم طلب التأهيل لذلك "وأن تجنبنا يا رب الغفلة عنك". ويستمر الدعاء طلبا للحفظ من الذنوب والآثام. ثم استعرض قول الامام الغزالي بصحة طريق أهل التصوف في اكتساب المعرفة عن طريق غير معتاد وصحة كشف الله سبحانه اخبارا عن الغيب لبعض أوليائه. واستعرض قول آخرين في صحة ذلك. وذكر أن الالهام هو صنو للكشف وملازم له. والدعاء مربوط عند الامام المهدي دوما بالايمان والذكر والشكر ويلفت الكاتب النظر لذلك ثم يشرحه منتقلا بعده الى طلب المهدي في الراتب أن "تملأ بواطننا بالنور حتى نقوى على شهودك" أي أن ذلك فيه تهيئة للنفس حتى تسطيع المشافهة. ويستمر المهدي في التضرع وطلب القرب بالحاح ثم يتعوذ من سخط مولاه ومن الشيطان الرجيم ويمضي في استلهام وسائل القرب واظهار الفاقة والاضطرار ثم يقرن دعاءه بالصلاة على النبي وآله وهي من موجبات الاجابة.
الباب الرابع:
ترد فيه طائفة من الأذكار التي تتقدم المسبعات ذاكرا نصوصها وعدد مرات ذكرها وفضلها ويقدم شرحا لها. ثم دعاء الاشهاد بنصه ويشرحه ويبين فضله ويذكر تعليق المهدي عليه وهو ما يعرف بالادخال الأول. ثم يمضي موحدا، مستغفرا وتائبا شارحا للدعاء وفضل التوحيد والاستغفار والصلاة على النبي والتي وردت في الراتب بصيغ كثيرة ثم التوحيد والتسبيح بصيغ عديدة. وذكر الكاتب الادخال الثاني للمهدي عند قوله (سبحان الله وبحمده).
الباب الخامس:
يرد فيه الدعاء الذي يقرأ قبل المسبعات حيث شرحه وذكر نصه ثم ذكر قول المهدي باضطراره لطلب المساعدة من الله. وشرح الكاتب الدعاء مركزا على معنى التوكل عند صاحب الراتب واعتماده على ربه في ذلك "ولولاه لسقط في الطبع السفلي المسقط في الهاوية" وهو يلح في الطلب حتى يستطيع الاستجابة لداعي الله ثم استمر في الالحاح في الطلب ليريه الله عزة كلامه، واستمر في اظهار الانكسار والتبرؤ من الحول. ثم انتقل الى دعاء الاستغاثة الصريحة من خبث النفس. وذكر الكاتب شرح ذلك مبينا ما للنفس الامارة بالسوء من مقدرة على صرف العبد عن العبادة. ثم انتقل الى شرح دعاء طلب الاكرام والأنس وبين ما قيل فيه من العارفين وبين أن التقوى ترفع الحجب، وذكر حديث الرسول لحنظلة وأنه لولا غفلة النفس شيئا ما لما استطاع الانسان الاستمرار في الحياة لتعلقه بربه دون سواه وفيه شرح قول المهدي (لمشافهة خطابك). ثم طلب المهدي فهم الأسرار وهو طلب عظيم. ثم استعرض الكاتب أهمية فهم أسرار القرآن وصفات مفسر القرآن وأن التفسير الظاهري للقرآن لا يعكس كل معانيه الكامنة. ثم ذكر انتقال المهدي للضراعة والافتقار ثم يشرح الكاتب (يا عظيم فلا يعطي العظيم الا العظيم...) والاستمرار في الخشوع والتذلل و التبرؤ والتوكل والانابة وبعدها يمضي الكاتب شارحا للأدعية التي تذكر ذلك حتى الطلب بأن يأخذ به اليه ابعادا من شواغل الدنيا.
الباب السادس:
في هذا الفصل تفصيل للمسبعات وهي عبارة عن سور وأدعية يقرأ كل منها سبع مرات وشرحها وذكر فضلها.
الباب السابع:
مجموعة من أدعية متتالية ذكرها وشرحها وذكر فضلها أولها دعاء الشأن ثم دعاء التثبيت ثم سيد الاستغفار ودعاء الاشهاد ثم الصلاة على النبي ودعاء اللطف ثم صلاة تنجينا.
الباب الثامن:
الراتب الكبير :الذي يبدأ بدعاء (اللهم يا رب العالمين لك الحمد لذاتك) وقد ذكر الكاتب نص الدعاء ثم توقف عند الادخال الثالث في الراتب عند قوله(وأعطيت كل القصد)وذكره ثم شرح الدعاء المتقدم وركز على مفهوم أن البلايا للمؤمن هي في حقيقتها نعم. وذكر بعض الأقوال في ذلك لافتا النظر الى النظم البديع في الألفاظ وشرح مفهوم التجلي ببعض قول العلماء. ثم شرح تفصيلا سبب اشتياق العبد المحب للموت طمعا في لقاء ربه وما في هذا القول من اقتداء بالرسول الكريم. ثم شرح الكاتب كيف ينساب الدعاء في الراتب لطلب الصدق والوفا في العمل والتوسل بالرسول الكريم والصلاة على النبي مغترفا في كل ذلك من بحر الكتاب الكريم والسنة المطهرة. وذكر الكاتب أن درجة الصديقية في أعلى المراتب بعد النبوة. ثم الاستمرار في التذلل والافتقار وكيف أن القرآن من اعجازه صدقته الجن. ثم الاقرار بأن الله أعلم بنا منا مسلما أمره كله لله وطالبا منه التنور بآيات القرآن. ونفى الكاتب أن يكون نهي المهدي المشدد عن الدنيا من باب الاسراف بل هو من باب الحيطة والحذر وذكر بعض قول العلماء الذي يؤيد أن الدنيا لا تسوى شيئا. ثم بعد أن تهيأ صاحب الراتب بذلك طلب من الله افهامه أسرار الكتاب مكررا التوسل والتنور وشكر الله وقول بعض العلماء في شكر الله والاستزادة من المحبة حتى ختم هذا الدعاء بالصلاة على النبي ذاكرا أن هذا هو النصف الأول من الراتب.
الباب التاسع:
يبدأ بالنصف الثاني من الراتب بعد الدعاء (اللهم يا رب العالمين..) وفي هذا الجزء مجموعة مختارة من الآيات تتخللها أدعية تناسبها وتتناسق معها والآيات المذكورة من سورة البقرة. وذكر الكاتب أقوال بعض العلماء في فضل سورة البقرة وقول الرسول الكريم فيها. وبين الكاتب المرامي التي تريدها الآيات المذكورة وشرحها ثم أتى الى الدعاء المذكور بعد الآيات وشرحه لافتا النظر الى حسن لفظه ومعانيه وما فيه من تذلل والحاح في طلب الهداية وكيفية اتساقه مع آيات البقرة التي سبقته وتركيز الدعاء الذي بعده على معاني الافتقار لله والمسكنة له تأسيا بالرسول الكريم. ومضى في شرح الدعاء حتى ختمته وذكر أقوال بعض العلماء في معانيه لتثبيت المعاني التي شرحها ثم شرح آيات آل عمران التي وردت في هذا الموضع ووضح فضلها ثم أتى للدعاء الذي ذكر بعدها (اللهم أنت الواحد والشاهد الذي بيدك الغائب والشاهد...) وذكر نص الدعاء معلقا على تناسب الدعاء مع معاني الآيات التي سبقته وكيف أن هذا الدعاء يجسد معاني الخشوع والخضوع لله وهو ما يدعو من يقرؤه الى البكاء من فرط رقته وملامسته لشغاف القلب. ثم استمر شارحا للدعاء وما قيل في المعاني التي يحتويها. ثم أتى لذكر آيات أخرى من آل عمران وآية من الأعراف شرحها وذكر فضلها وقول العلماء فيها. ثم ذكر آيات الأعراف وشرحها وذكر فضلها وما قيل فيها وهي من آيات الحرز التي يحبب الرسول قراءتها. وذكر الكاتب معانيها التوحيدية التعبدية وما اشتملت عليه من حث على الدعاء. ثم ذكر آيتي التوبة وهما من آيات الحرز أيضا وشرحمها وذكر فضلهما وأنهما آخر ما نزل من الله تعالى. ثم آية الاسراء شارحا لها وذاكرا لفضلها. ثم أورد الكاتب الادخال الرابع الذي كتبه الامام المهدي بخطه عند قوله تعالى (أدخلني مدخل صدق..) ثم آية الاسراء وبعدها آية الفرقان وشرح للآيتين وفضلهما. وبعدهما جاء التكبير والتحميد في الراتب ثم آيتي الأنبياء التي فيها دعوة سيدنا يونس. وقد وردتا هنا لفضلهما ومضمونهما التوحيدي. ثم آيتي المؤمنون ثم آيات سورة الروم من(17-27) وشرحها ذاكرا فضلها لافتا النظر لبنائها الساحر. ثم أتى لذكر الصافات وفضلها وشرحها. ثم الثلاث الأولى من سورة غافر وشرحها ذاكرا فضلها وفضل الحواميم عموما، ثم ثلاث آيات من سورة الرحمن وتفسيرها وفضلها ثم 4 آيات من الحديد وشرحها وذكر أقوال العلماء فيها وشرحها. ثم جاء في الراتب دعاء (اللهم اجعلنا ممن أحسن صحبتك..) ذاكرا تناسبه مع الآيات التي سبقته وشرحه وأعقبه بالآيات 5و6 من الحديد ثم الآية 10 من الحشر ثم 4 آيات أخرى من الحشر وشرحها وذكر فضلها وما قاله الامام الغزالي في آخر الحشر وأول الحديد من فضل، ثم الآية 4 من الممتحنة وشرحها وذكر فضلها وأعاد ما ذكره سابقا من أن كل آيات الراتب تدور في مداره وتخدم غرضه وركز الكاتب على المعاني التي بها من توحيد وتوكل. ثم جاء في الراتب دعاء (اللهم اجعل صدق ذلك في قلوبنا كما أنطقت به ألسنتنا..) معلقا على حسن سبكه وطلاوته وصدقه. ثم جاء في الراتب الآية 5 من الممتحنة وشرح سبب ذكرها في هذا الموضع وشرحها وما فيها من تأسٍّ بالأنبياء. وأتى في الراتب بعد ذلك الآية 14 من الصف وشرحها وما فيها من تأسٍّ بعيسى عليه السلام وقد أتت تسمية أتباعه بأنصار الله فصاروا يعرفون بهذا الاسم. ومن بعد أتت سورة الجن من 1 حتى 28 وذكر فضلها وما فيها من آيات الحرز وشرحها وذكر قول الأحيمر في سبب ذكر الامام المهدي لها كاملة. ثم أعقب ذلك بالصلاة على النبي وفضلها معلقا على أن صيغتها المذكورة هنا تعد من جوامع الصلوات على النبي (ص).
الباب العاشر:
وذكر هنا نص دعوة توطئة قراءة حزب القرآن لافتا النظر لتعابيرها الناطقة بالعبودية الحقة وشرح الدعاء وركز على المعاني التي وردت فيه من توبة واستغفار وتضرع وتأس بالرسول الكريم وتوسل بالآيات ومناجاة العظمة ومناجاة الافتقار.
الباب الحادي عشر:
ذكر فيه الآيات الأخيرة من آل عمران التي يقرؤها من لم يتمكن من قراءة الراتب كاملا وشرحها وذكر فضلها ذاكرا أن الراتب بدأ بحمد الله وتوحيده ومناجاة قدرته بالقرآن وانتهى بالقرآن تعبدا وتوحيدا وتحميدا ودعاء، ثم الدعوة التي تقال بعد تلاوة حزب القرآن وشرحها وذكر ما تحتويه من معان وهذه الدعوة من ملحقات الراتب وليست أصلا فيه، وتقرأ بعدها دعوة قساوة القلب التي شرحها وبين غرضها. ثم من ملحقات الراتب الدعوة التي وضعها الامام عبدالرحمن وهي دعوة الانشراح، التي شرحها معلقا على ما تزخر به من معان على قلة كلماتها. وبهذا انتهى راتب المهدي عليه السلام وملحقاته.
الخاتمة:
اختتم الكاتب كتابه القيم بتعليق مجمل لوصف الراتب كغذاء روحي عظيم مركز من القرآن والذكر والدعاء ملخصا محتويات كتابه ومقررا بأن الراتب على ضوء دراسته يدور حول المحاور التعبدية الثمانية الآتية التي تشير الى مجامع مرامي الراتب وغاياته.:
التوحيد والايمان.
المحبة والشوق.
التعبد بالقرآن والذكر واجتلاء الأنوار.
التفكر والأنس بالله ومناجاته والاكتفاء به.
الافتقار الى الله.
المعرفة والنور والقرب والشهود.
طلب الخير للمسلمين.
محبة النبي (ص).
ويقرر الكاتب بتواضع جم (ما ذكره في المقدمة بطريقة أخرى) أن دافعه لتناول الراتب ليس ادعاء الفهم الكامل له بل المحبة العميقة الأصيلة والاعجاب الذي لا يمكن دفعه. ويذكر تعليق الطابع الأزهري 1979م الذي وصف الراتب (بالحزب الأكرم والورد الأفخم). والراتب في رأي كاتبنا: زبدة التراث الاسلامي، وقد استطاع رغم زوال الدولة الاسلامية التي أقامها صاحبه أن يبقى مضيئا متوهجا. وهو المستوقد من نار القرآن وأنواره. ويقول الكاتب أن سر المهدية مستودع في الراتب لأنه جماع منهج وخلق قدسي قرآني نبوي ودعوة خالصة للتخلق بهذه الجوامع النورانية. ولذلك فلا ينبغي أن يختص بجماعة دون غيرها ولا بزمان ومكان معين. ويدعو قراءه بتواضع جم أن يضيفوا الى ما خفي عليه من جوانب، خاتما بالتوجه لله تعالى لقبول عمله والغفران لأهله ولصاحب الراتب وكافة الأنصار والمسلمين.
تنويه هام!
نود أن ننبه الى أن هذ العرض الموجز للكتاب قد أجيز وتم تصحيحه من قبل الكاتب. وهو وإن حاول ايراد جميع المعاني التي وردت في الكتاب، إلا أنه ككل جهد بشري، لا يوفيها حقها. ولا يغني عن الكتاب الموجود بالمكتبات(الدار السودانية للكتب)، وقد قصدنا به لفت النظر الى ضرورة قراءة الراتب مصحوبا بالاضطلاع على هذا السفر القيم، والذي أرى ضرورته لأنه يساعدنا في فهم الأغوار الروحية للراتب، آخذا من يقرؤه في سماوات رحبة من جزالة اللفظ ورقته، ولطف سبكه، مجاريا الراتب معنى ومبنى، شارحا ما صعب فهمه وأشكل، وهو من قبل ومن بعد، يصقل نفسك بالمحبة الصادقة التي تشفي علل النفوس وتداوي سقمها
تلخيص كتاب "تبصرة وذكرى:سياحة في راتب الامام المهدي"
الكاتب:الدكتور موسى عبدالله حامد.
الدار السودانية للكتب 1997م.
يقع الكتاب في 519 صفحة من القطع المتوسط. ويحتوي على مقدمة وخاتمة واحدى عشر بابا وقد قدم له حسب الترتيب الوارد في الكتاب بروفسور عبدالله الطيب، الدكتور محمد ابراهيم أبوسليم، السيد أحمد المهدي والسيد الصادق المهدي وقد قدموا للكتاب بما يستحقه من تقريظ واحتفاء .
المقدمة:
تناول الكاتب في مقدمته نسب الامام المهدي من جهة أبيه وأمه ومولده وتاريخ أسرته متتبعا لها منذ هجرتها من الجزيرة العربية بعد تعرض العلويين لبطش الحجاج بن يوسف حتى استقرارها بلبب ثم الى كرري ثم أبا بحثا عن مواطن الأخشاب تبعا لمجال اشتغال الأسرة في صناعة المراكب. وتتبع في المقدمة سيرة المهدي منذ الطفولة المبكرة حتى وفاته في 1885م.
ثم دلف الكاتب الى توضيح صلته بالراتب وما دفعه للكتابة عنه ثم تحدث الكاتب عن والده وعن صلته الرحمية والروحية بالامام المهدي و ما تعرض له بعد كرري وحتى السماح له من قبل الحكومة الاستعمارية بالاستقرار بأبا وعن الجو الروحي الذي كان سائدا في أبا(مكان نشأة المؤلف) ثم ذكر الكاتب الفترة التي ابتعد فيها عن قديمه تمسكا كشأن الشباب بكل جديد وكيف أن النفحات التي تعرض لها في طفولته وصباه والجذوة التي لم تخب تماما قد أعادته مرة أخرى لما ابتعد عنه.وكرر الكاتب أن صلته بالراتب ليست نتاج دراسة وتقصٍّ فقط بل صلة متجذرة في الطفولة ومكان النشأة. وقد لفت نظره للراتب أنه ذكر خالص لله ليس فيه سياسة ولا مدعاة لصراع ولا اختلاف وهو لا يشتغل بأحد لا يذم ولا يمدح ولا يذكر الا حقا خالصا. فيه بساطة آسرة ناعمة الملمس وسلاسة سائلة عذبة الطعم وفصاحة جلية موضونة.هو شراب سائغ خالص لذة للشاربين. كله قرآن وتسبيح وصلوات الرسول. ويقرر الكاتب أن ما يكتبه ليس تزكية للراتب ولا لصاحبه انما هي مشاهدات سائح في رحاب الراتب عبر متونه وبين شعابه، سائح تملكه احساس غامر بروعة الراتب وطغت على نفسه محبة له جاوزت حدود المدى.
الباب الأول:
تاريخ الراتب :
نعوم شقير أول من أشار لذلك ذاكرا أن الراتب أنشيء منذ اشهار الدعوة(أي في الجزيرة أبا).ويرى أبو سليم أن المهدي وضع الراتب ونظم الشؤون المالية وأمور الجيش والعبادة بعد أن شعر بشيء من الاستقرار بعد انتصاره على الشلالي في 1299هـ. ويرجح الكاتب أن الراتب اكتمل قبل جمادي الأولى 1301هـ بكثير. والسائد بين أصحاب الامام المهدي أن الراتب ألقي في روع الامام المهدي الهاما.
طباعة الراتب:
في المهدية:
-حتى وفاة الامام المهدي كانت النسخ المتداولة نسخ خطية بتكليف منه لابراهيم الدليل لنقل الراتب.ثم كانت الطبعة الأولى بعد وفاة الامام المهدي بأيام في رمضان 1302 هـ بمطبعة الحجر .وصدرت عشر طبعات آخرها الطبعة العاشرة 1315 هـ (آخر طبعة للراتب في المهدية).
بعد المهدية:
تم حظر الراتب نهائيا من قبل الحكومة الاستعمارية ادراكا لدوره في التعبئة الروحية. وتم تداول الراتب علنا على اثر فتوى الشيخ المراغي عام 1917م مع اندلاع الحرب العالمية الأولى. وكانت أول طبعة في القاهرة على نفقة داؤود منديل عام 1920م ثم توالت طبعات الراتب.
ما كتب عنه:
كتب عنه وعن الامام المهدي: اسماعيل الكردفاني، الحسين الزهرا والحسن العبادي من علماء المهدية. وقد بين حسين الزهرا فضل الراتب الذي يكمن في جمعه لوظائف العبادة من الذكر والفكر والأدعية والتلاوة. وتناول نص الراتب بالشرح لبيان المعاني والغايات والفضائل.
الكردفاني تناول الراتب مقرظا ولكنه لم يتناوله بالشرح. ثم كتاب "عقود الدرر في شرح راتب الامام المهدي المنتظر" لمؤلفه الشيخ محمد علي البشير الأحيمر بتوجيه من الامام عبدالرحمن. وهو يفسر الراتب شارحا له كلمة كلمة ويعاب عليه أنه نحى بشرحه منحى صوفيا يكاد يجرد الراتب من حيويته اذ أن الراتب استصحب التصوف الاسلامي استصحابا معافى متجاوزا له الى مشارف أعلى. وأبرز ما يميز الراتب أنه خلا تماما من طلب النصرة على الأعداء برغم التضرع والانكسار الذي فيه وكون حياة صاحبه منذ اعلانه المهدية وحتى وفاته كانت جهادا متصلا!وكذلك جاء الراتب خلوا من أي دعاء يجلب دنيا أو أعراضا مادية أو يقي من مرض أو بلاء أو يحفظ الأهل والولد.
الذكر والراتب:
الذكر عند الامام المهدي أقدم من الراتب. فهو ثمرة صوفيته المبكرة وهو عنده عماد الأمر. فالراتب مجموعة من الأذكار التي تقرأ صباحا وعشيا.
ملحقات الراتب:
دعاء افتتاح حزب القرآن (اللهم اني أحمدك....)
حزب القرآن.
دعاء اختتام الحزب. (اللهم اجعل القرآن العظيم نور هدايتنا من الضلال...)
دعاء قساوة القلب والغفلة عن الله وعن تعظيمه(آخر ما يقرأ مع الراتب)
رؤية مكين آدم الحمري وهي غير مضمنة في الراتب ولكنها تبين أهمية الراتب لدى أصحاب الامام المهدي. خلاصتها أن المذكور رأى في المنام هاتفا يحثه على قراءة الراتب ويبين فضله.
الادخالات (ليست طرفا من أطراف الراتب) وهي تعليقات محددة كتبها الامام المهدي موضحا فيها بعض المسائل ومعاني بعض الدعوات الواردة في الراتب .أولها عند قوله اني أصبحت أو أمسيت أشهدك.. ثانيها: لشرح معنى (سبحان الله وبحمده) ثالثها:عند قوله (وأعطيت كل القصد)، رابعها:عند قوله (رب أدخلني مدخل صدق)
هيكل الراتب وبناؤه وأجزاؤه:
يتكون الراتب حسب أبو سليم من ثلاثة أجزاء:
1- الافتتاح: فيه المطلع الذي يبدأ بالبسملة ثم آيات الأنعام الثلاث الأولى والآية 61 من يونس، ثم الأدعية وتبدأ بدعاء اللهم يا مذكورا بكل لسان، ثم التوسل الى حضرة الربوبية بحرمة الرسول(ص).
2 – الأساس: لب الراتب وجماع الهدف منه ويبدأ بقوله (بسم الله ما شاء الله) ويشتمل على طائفة من الأذكار. ثم يأتي دعاء(الحمد لك يا الله حمدا يوافي نعمك ويكافي مزيدك)، ثم تأتي المسبعات وهي عشر عبارات تعبدية تقرأ سبعا.
3- الخاتمة:وهي دعاء (اللهم كما لطفت في عظمتك...) ويرى أبو سليم أن بها ينتهي الراتب، و يرى أيضا أن الحزب الملحق بالراتب يتكون من ثلاثة أدعية هي دعاء قبل آيات القرآن(اللهم يا رب العالمين لك الحمد لذاتك..) يليه دعاء افتتاح حزب القرآن (اللهم اني أحمدك وأثني لك الحمد يا جليل الذات ويا عظيم الكرم) ثم دعاء اختتام حزب القرآن (اللهم اجعل القرآن العظيم نور هدايتنا من الضلال).
ويذكر الكاتب اختلافه في وجهة النظر مع أبو سليم (دون تطاول ) اذ أن أبو سليم فهم أن حزب القرآن المعني الذي يسبقه دعاء افتتاح الحزب هو الآيات الواردة في الراتب. ولكن الكاتب يرى رأي الصادق المهدي والأحيمر من أن الحزب المذكور يقصد به قراءة حزب من القرآن صباحا ومساء ليختم القرآن في شهر، وان الآيات التي فهم منها أبو سليم أنها الحزب المعني انما هي جزء من الراتب (وهذا الفهم عليه عموم الأنصار).
تقييم الراتب:
عرف أبو سليم الر اتب بقوله) لفظ الراتب يطلق أساسا على الراتب بالتخصيص كما يطلق على الراتب والحزب معا) و ينتقد الكاتب أبو سليم لتعامله(غالبا) مع الراتب كوثيقة تاريخية وكذلك خالفه رأيه لقوله أن الأنصار تعاملوا مع الراتب كنص عبادي حيث يرى الكاتب عدم صحة هذا الرأي اذ أن الراتب يلعب دورا تعبويا جهاديا، فهمه الأنصار واستلهموا معانيه. وقد قال أبو سليم أن الراتب مؤلف ديني عظيم عبر فيه المهدي عن وجدان ديني عميق وقد سما فيه أسلوبا وغاية، وهو يدعو الجميع لقراءته لدوره الخطير في بلادنا. ويمكن للجميع قراءته دون الارتباط بعقيدة معينة. وقال عنه أيضا اٍنه جاء في أسلوب عربي رصين يحكمه السجع في آخر الفقرات والسبك المتين للجمل ...بحيث يسهل حفظها). ويشرح الكاتب ما تعنيه كلمة وحي عندما يذكر أن المهدي ألهم الراتب وحيا وأن الوحي قد يذكر دون أن يكون الموحى اليه رسولا. وهذا ليس غريبا بل يعج به التراث الصوفي وهو مشروط بالتأهيل من حيث شدة الورع والتقوى وهذا مما يتصف به الامام المهدي.
يمثل الراتب الدستور الروحي للدعوة المهدية والمنهج الفكري التعبدي للدعوة . وفي رأي الكاتب أن المهدي هو مصدر الراتب دون شك فهو ملهم صحيح ولكن العبارة عبارته والفكرة من صياغته ويجب التسليم بذلك حتى لا يضيع ما في الراتب من تجربة روحية ذاتية وتضرع.
الباب الثاني:
مضمون الراتب: مر الكاتب على ما يتضمنه الراتب من در عظيم بين دفتي كتاب صغير ثم عرج على شواهد الأمر بالذكر في الكتاب والسنة وأقوال بعض العارفين في فوائد الذكر. وعدد محتويات الراتب وهي عبارة عن آيات من الذكر الحكيم و مختارات الآيات والدعوات المأثورات عن الرسول الكريم. وهو ذكر لله خالص به التضرع والتذلل والانكسار لله. ثم عرض الكاتب لما يعيبه البعض على واجبية تلاوته وتكرار ذلك فجرا وعصرا ويقول الكاتب أن واجبية تلاوته مردها لكونه ذكر لله خالص وأن الأوقات المحددة لذلك هي تسمية القرآن تحديدا لفضل الوقتين المذكورين. والمأخذ الثاني الذي يعاب على الراتب هو التكرار. وقد برره الكاتب بأنه تكرار معافى يستهدي بأسلوب القرآن في ترديد المعنى الهام لترسيخه.
الدعاء عموما: استعرض هنا شروط الدعاء وأهميته.
الدعاء في الراتب: كثر الدعاء في الراتب لدرجة تكاد تجعله مجموعة أدعية يتوجه بها لله طلبا للخير للداعي وللمسلمين عامة. وتكرر الأدعية فيه ثلاث أو سبع مرات أو مائة مرة.
الجهر بالدعاء: أورد الكاتب الدليل على استحباب الجهر بالدعاء.
أوقات قراءة الراتب: والوقتين المحددين من أوقات الاستجابة حسب ما ذكر وفيهما تصفو النفس وترنو للتأمل.
الصلاة على النبي:
ذكر فضل الصلاة على النبي وفوائدها مما عدده العلماء وأنها ترد في صيغ مختلفة.
السور والآيات القرآنية في الراتب: تبلغ في جملتها 153 آية تمثل ثلثي الراتب وتدل على اختيار دقيق للآيات مما هو معروف بفضله وقد كان الرسول (ص) يشير الى فضل خاص لبعض السور والآيات ويكثر من قرآتها.
وظيفة الراتب وأدب تلاوته: عدد وظائف الراتب وأجملها في فوائد روحية واشعار بالانتماء للجماعة والزهد واذكاء روح الجهاد والتأسي بالسنة. وهو عبادة خالصة لله تعالى. ثم عرج الكاتب على كيفية التعامل مع الراتب من حيث هيئة الجلوس واستخدام المسبحة والطريقة التي يقرأ بها الراتب في جماعة. ثم أوضح أن للراتب أربعة أطوال (حسب ما يسمح به الوقت) وقد فصلها جميعا.
الباب الثالث:
نصوص الراتب:
ذكر أن الراتب يبدأ بالثلاث آيات الأولى من الأنعام ثم الآية 61 من يونس وشرحها وذكر فضلها واشتمالها على احاطة العلم الالهي بكل شيء.
الدعاء بعد آيات الاستهلال:
ذكر هذا الدعاء الذي يبدأ (باللهم يا مذكورا بكل لسان..) ووقف عند هذا الدعاء الذي يُِتوجه به الى الله القادر المريد، وشرحه لافتا النظر للاستعمال الجميل المتمكن للألفاظ. وانتقل بعد ذلك للدعاء الذي يمثل أدبا عظيما لسؤال المولى الكريم وشرحه منتقلا بعدها في انسياب لطيف للاقرار بالذنب مبينا دور ذلك في اجابة الدعاء. وشرح أيضا هذا الدعاء ذاكرا تركيزه على طلب التوبة والمغفرة. ثم بعد ذلك طلب المهدي بعد الاستغفار والتوبة التولية والتوفيق. وشرح هذا الدعاء ذاكرا ما يتضمنه من اقرار بالعجز والاعتراف بالمنة. ثم انتقل الى التوسل لله طلبا للمواهب. وشرح الدعاء ملفتا النظر الى نسقه الفريد موسيقى ومعاني. وقد ذكر ما في هذا الدعاء من مزج بين الخوف الرجاء وكل مبتغاه هنا الاكرام بالنظر الى وجهه الكريم.ثم انتقل الى طلب الشوق والمحبة وهي أعلى الدرجات عند السادة الصوفية، وقد استعرض أشعارهم في ذلك. ثم ذكر أدلة المحبة من القرآن والسنة وأهمية أن تكون للعبادات أغوار روحية وتغلف الأعمال بالمحبة حتى لا تكون جافة. ثم ذكر عشرة أسباب للمحبة وعلاماتها. ثم استمر في شرح (والنظر الى قدسك وجمالك والجلال) ومراتب جماله سبحانه وتعالى. ثم انتقل الى طلب التجافي عن الدنيا. وبعد هذا انتقل الى طلب القرب بعد أن استعد له متضرعا مناجيا ذاكرا مقررا ارتباط الانس بالمناجاة. ثم انتقل الى طلب التفكر وشرح هذا الدعاء والذي يليه (الهي اجعل ذكرك قمري في الليالي...) ثم طلب من ربه الاكتفاء به عن الدنيا. ثم طلب التأهيل لذلك "وأن تجنبنا يا رب الغفلة عنك". ويستمر الدعاء طلبا للحفظ من الذنوب والآثام. ثم استعرض قول الامام الغزالي بصحة طريق أهل التصوف في اكتساب المعرفة عن طريق غير معتاد وصحة كشف الله سبحانه اخبارا عن الغيب لبعض أوليائه. واستعرض قول آخرين في صحة ذلك. وذكر أن الالهام هو صنو للكشف وملازم له. والدعاء مربوط عند الامام المهدي دوما بالايمان والذكر والشكر ويلفت الكاتب النظر لذلك ثم يشرحه منتقلا بعده الى طلب المهدي في الراتب أن "تملأ بواطننا بالنور حتى نقوى على شهودك" أي أن ذلك فيه تهيئة للنفس حتى تسطيع المشافهة. ويستمر المهدي في التضرع وطلب القرب بالحاح ثم يتعوذ من سخط مولاه ومن الشيطان الرجيم ويمضي في استلهام وسائل القرب واظهار الفاقة والاضطرار ثم يقرن دعاءه بالصلاة على النبي وآله وهي من موجبات الاجابة.
الباب الرابع:
ترد فيه طائفة من الأذكار التي تتقدم المسبعات ذاكرا نصوصها وعدد مرات ذكرها وفضلها ويقدم شرحا لها. ثم دعاء الاشهاد بنصه ويشرحه ويبين فضله ويذكر تعليق المهدي عليه وهو ما يعرف بالادخال الأول. ثم يمضي موحدا، مستغفرا وتائبا شارحا للدعاء وفضل التوحيد والاستغفار والصلاة على النبي والتي وردت في الراتب بصيغ كثيرة ثم التوحيد والتسبيح بصيغ عديدة. وذكر الكاتب الادخال الثاني للمهدي عند قوله (سبحان الله وبحمده).
الباب الخامس:
يرد فيه الدعاء الذي يقرأ قبل المسبعات حيث شرحه وذكر نصه ثم ذكر قول المهدي باضطراره لطلب المساعدة من الله. وشرح الكاتب الدعاء مركزا على معنى التوكل عند صاحب الراتب واعتماده على ربه في ذلك "ولولاه لسقط في الطبع السفلي المسقط في الهاوية" وهو يلح في الطلب حتى يستطيع الاستجابة لداعي الله ثم استمر في الالحاح في الطلب ليريه الله عزة كلامه، واستمر في اظهار الانكسار والتبرؤ من الحول. ثم انتقل الى دعاء الاستغاثة الصريحة من خبث النفس. وذكر الكاتب شرح ذلك مبينا ما للنفس الامارة بالسوء من مقدرة على صرف العبد عن العبادة. ثم انتقل الى شرح دعاء طلب الاكرام والأنس وبين ما قيل فيه من العارفين وبين أن التقوى ترفع الحجب، وذكر حديث الرسول لحنظلة وأنه لولا غفلة النفس شيئا ما لما استطاع الانسان الاستمرار في الحياة لتعلقه بربه دون سواه وفيه شرح قول المهدي (لمشافهة خطابك). ثم طلب المهدي فهم الأسرار وهو طلب عظيم. ثم استعرض الكاتب أهمية فهم أسرار القرآن وصفات مفسر القرآن وأن التفسير الظاهري للقرآن لا يعكس كل معانيه الكامنة. ثم ذكر انتقال المهدي للضراعة والافتقار ثم يشرح الكاتب (يا عظيم فلا يعطي العظيم الا العظيم...) والاستمرار في الخشوع والتذلل و التبرؤ والتوكل والانابة وبعدها يمضي الكاتب شارحا للأدعية التي تذكر ذلك حتى الطلب بأن يأخذ به اليه ابعادا من شواغل الدنيا.
الباب السادس:
في هذا الفصل تفصيل للمسبعات وهي عبارة عن سور وأدعية يقرأ كل منها سبع مرات وشرحها وذكر فضلها.
الباب السابع:
مجموعة من أدعية متتالية ذكرها وشرحها وذكر فضلها أولها دعاء الشأن ثم دعاء التثبيت ثم سيد الاستغفار ودعاء الاشهاد ثم الصلاة على النبي ودعاء اللطف ثم صلاة تنجينا.
الباب الثامن:
الراتب الكبير :الذي يبدأ بدعاء (اللهم يا رب العالمين لك الحمد لذاتك) وقد ذكر الكاتب نص الدعاء ثم توقف عند الادخال الثالث في الراتب عند قوله(وأعطيت كل القصد)وذكره ثم شرح الدعاء المتقدم وركز على مفهوم أن البلايا للمؤمن هي في حقيقتها نعم. وذكر بعض الأقوال في ذلك لافتا النظر الى النظم البديع في الألفاظ وشرح مفهوم التجلي ببعض قول العلماء. ثم شرح تفصيلا سبب اشتياق العبد المحب للموت طمعا في لقاء ربه وما في هذا القول من اقتداء بالرسول الكريم. ثم شرح الكاتب كيف ينساب الدعاء في الراتب لطلب الصدق والوفا في العمل والتوسل بالرسول الكريم والصلاة على النبي مغترفا في كل ذلك من بحر الكتاب الكريم والسنة المطهرة. وذكر الكاتب أن درجة الصديقية في أعلى المراتب بعد النبوة. ثم الاستمرار في التذلل والافتقار وكيف أن القرآن من اعجازه صدقته الجن. ثم الاقرار بأن الله أعلم بنا منا مسلما أمره كله لله وطالبا منه التنور بآيات القرآن. ونفى الكاتب أن يكون نهي المهدي المشدد عن الدنيا من باب الاسراف بل هو من باب الحيطة والحذر وذكر بعض قول العلماء الذي يؤيد أن الدنيا لا تسوى شيئا. ثم بعد أن تهيأ صاحب الراتب بذلك طلب من الله افهامه أسرار الكتاب مكررا التوسل والتنور وشكر الله وقول بعض العلماء في شكر الله والاستزادة من المحبة حتى ختم هذا الدعاء بالصلاة على النبي ذاكرا أن هذا هو النصف الأول من الراتب.
الباب التاسع:
يبدأ بالنصف الثاني من الراتب بعد الدعاء (اللهم يا رب العالمين..) وفي هذا الجزء مجموعة مختارة من الآيات تتخللها أدعية تناسبها وتتناسق معها والآيات المذكورة من سورة البقرة. وذكر الكاتب أقوال بعض العلماء في فضل سورة البقرة وقول الرسول الكريم فيها. وبين الكاتب المرامي التي تريدها الآيات المذكورة وشرحها ثم أتى الى الدعاء المذكور بعد الآيات وشرحه لافتا النظر الى حسن لفظه ومعانيه وما فيه من تذلل والحاح في طلب الهداية وكيفية اتساقه مع آيات البقرة التي سبقته وتركيز الدعاء الذي بعده على معاني الافتقار لله والمسكنة له تأسيا بالرسول الكريم. ومضى في شرح الدعاء حتى ختمته وذكر أقوال بعض العلماء في معانيه لتثبيت المعاني التي شرحها ثم شرح آيات آل عمران التي وردت في هذا الموضع ووضح فضلها ثم أتى للدعاء الذي ذكر بعدها (اللهم أنت الواحد والشاهد الذي بيدك الغائب والشاهد...) وذكر نص الدعاء معلقا على تناسب الدعاء مع معاني الآيات التي سبقته وكيف أن هذا الدعاء يجسد معاني الخشوع والخضوع لله وهو ما يدعو من يقرؤه الى البكاء من فرط رقته وملامسته لشغاف القلب. ثم استمر شارحا للدعاء وما قيل في المعاني التي يحتويها. ثم أتى لذكر آيات أخرى من آل عمران وآية من الأعراف شرحها وذكر فضلها وقول العلماء فيها. ثم ذكر آيات الأعراف وشرحها وذكر فضلها وما قيل فيها وهي من آيات الحرز التي يحبب الرسول قراءتها. وذكر الكاتب معانيها التوحيدية التعبدية وما اشتملت عليه من حث على الدعاء. ثم ذكر آيتي التوبة وهما من آيات الحرز أيضا وشرحمها وذكر فضلهما وأنهما آخر ما نزل من الله تعالى. ثم آية الاسراء شارحا لها وذاكرا لفضلها. ثم أورد الكاتب الادخال الرابع الذي كتبه الامام المهدي بخطه عند قوله تعالى (أدخلني مدخل صدق..) ثم آية الاسراء وبعدها آية الفرقان وشرح للآيتين وفضلهما. وبعدهما جاء التكبير والتحميد في الراتب ثم آيتي الأنبياء التي فيها دعوة سيدنا يونس. وقد وردتا هنا لفضلهما ومضمونهما التوحيدي. ثم آيتي المؤمنون ثم آيات سورة الروم من(17-27) وشرحها ذاكرا فضلها لافتا النظر لبنائها الساحر. ثم أتى لذكر الصافات وفضلها وشرحها. ثم الثلاث الأولى من سورة غافر وشرحها ذاكرا فضلها وفضل الحواميم عموما، ثم ثلاث آيات من سورة الرحمن وتفسيرها وفضلها ثم 4 آيات من الحديد وشرحها وذكر أقوال العلماء فيها وشرحها. ثم جاء في الراتب دعاء (اللهم اجعلنا ممن أحسن صحبتك..) ذاكرا تناسبه مع الآيات التي سبقته وشرحه وأعقبه بالآيات 5و6 من الحديد ثم الآية 10 من الحشر ثم 4 آيات أخرى من الحشر وشرحها وذكر فضلها وما قاله الامام الغزالي في آخر الحشر وأول الحديد من فضل، ثم الآية 4 من الممتحنة وشرحها وذكر فضلها وأعاد ما ذكره سابقا من أن كل آيات الراتب تدور في مداره وتخدم غرضه وركز الكاتب على المعاني التي بها من توحيد وتوكل. ثم جاء في الراتب دعاء (اللهم اجعل صدق ذلك في قلوبنا كما أنطقت به ألسنتنا..) معلقا على حسن سبكه وطلاوته وصدقه. ثم جاء في الراتب الآية 5 من الممتحنة وشرح سبب ذكرها في هذا الموضع وشرحها وما فيها من تأسٍّ بالأنبياء. وأتى في الراتب بعد ذلك الآية 14 من الصف وشرحها وما فيها من تأسٍّ بعيسى عليه السلام وقد أتت تسمية أتباعه بأنصار الله فصاروا يعرفون بهذا الاسم. ومن بعد أتت سورة الجن من 1 حتى 28 وذكر فضلها وما فيها من آيات الحرز وشرحها وذكر قول الأحيمر في سبب ذكر الامام المهدي لها كاملة. ثم أعقب ذلك بالصلاة على النبي وفضلها معلقا على أن صيغتها المذكورة هنا تعد من جوامع الصلوات على النبي (ص).
الباب العاشر:
وذكر هنا نص دعوة توطئة قراءة حزب القرآن لافتا النظر لتعابيرها الناطقة بالعبودية الحقة وشرح الدعاء وركز على المعاني التي وردت فيه من توبة واستغفار وتضرع وتأس بالرسول الكريم وتوسل بالآيات ومناجاة العظمة ومناجاة الافتقار.
الباب الحادي عشر:
ذكر فيه الآيات الأخيرة من آل عمران التي يقرؤها من لم يتمكن من قراءة الراتب كاملا وشرحها وذكر فضلها ذاكرا أن الراتب بدأ بحمد الله وتوحيده ومناجاة قدرته بالقرآن وانتهى بالقرآن تعبدا وتوحيدا وتحميدا ودعاء، ثم الدعوة التي تقال بعد تلاوة حزب القرآن وشرحها وذكر ما تحتويه من معان وهذه الدعوة من ملحقات الراتب وليست أصلا فيه، وتقرأ بعدها دعوة قساوة القلب التي شرحها وبين غرضها. ثم من ملحقات الراتب الدعوة التي وضعها الامام عبدالرحمن وهي دعوة الانشراح، التي شرحها معلقا على ما تزخر به من معان على قلة كلماتها. وبهذا انتهى راتب المهدي عليه السلام وملحقاته.
الخاتمة:
اختتم الكاتب كتابه القيم بتعليق مجمل لوصف الراتب كغذاء روحي عظيم مركز من القرآن والذكر والدعاء ملخصا محتويات كتابه ومقررا بأن الراتب على ضوء دراسته يدور حول المحاور التعبدية الثمانية الآتية التي تشير الى مجامع مرامي الراتب وغاياته.:
التوحيد والايمان.
المحبة والشوق.
التعبد بالقرآن والذكر واجتلاء الأنوار.
التفكر والأنس بالله ومناجاته والاكتفاء به.
الافتقار الى الله.
المعرفة والنور والقرب والشهود.
طلب الخير للمسلمين.
محبة النبي (ص).
ويقرر الكاتب بتواضع جم (ما ذكره في المقدمة بطريقة أخرى) أن دافعه لتناول الراتب ليس ادعاء الفهم الكامل له بل المحبة العميقة الأصيلة والاعجاب الذي لا يمكن دفعه. ويذكر تعليق الطابع الأزهري 1979م الذي وصف الراتب (بالحزب الأكرم والورد الأفخم). والراتب في رأي كاتبنا: زبدة التراث الاسلامي، وقد استطاع رغم زوال الدولة الاسلامية التي أقامها صاحبه أن يبقى مضيئا متوهجا. وهو المستوقد من نار القرآن وأنواره. ويقول الكاتب أن سر المهدية مستودع في الراتب لأنه جماع منهج وخلق قدسي قرآني نبوي ودعوة خالصة للتخلق بهذه الجوامع النورانية. ولذلك فلا ينبغي أن يختص بجماعة دون غيرها ولا بزمان ومكان معين. ويدعو قراءه بتواضع جم أن يضيفوا الى ما خفي عليه من جوانب، خاتما بالتوجه لله تعالى لقبول عمله والغفران لأهله ولصاحب الراتب وكافة الأنصار والمسلمين.
تنويه هام!
نود أن ننبه الى أن هذ العرض الموجز للكتاب قد أجيز وتم تصحيحه من قبل الكاتب. وهو وإن حاول ايراد جميع المعاني التي وردت في الكتاب، إلا أنه ككل جهد بشري، لا يوفيها حقها. ولا يغني عن الكتاب الموجود بالمكتبات(الدار السودانية للكتب)، وقد قصدنا به لفت النظر الى ضرورة قراءة الراتب مصحوبا بالاضطلاع على هذا السفر القيم، والذي أرى ضرورته لأنه يساعدنا في فهم الأغوار الروحية للراتب، آخذا من يقرؤه في سماوات رحبة من جزالة اللفظ ورقته، ولطف سبكه، مجاريا الراتب معنى ومبنى، شارحا ما صعب فهمه وأشكل، وهو من قبل ومن بعد، يصقل نفسك بالمحبة الصادقة التي تشفي علل النفوس وتداوي سقمها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق